سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة
 

سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية

آخر تحديث بتاريخ 16/5/2024 --- الساعة 7:41:47 ص

بحث عام

menu

 

المفكرة الثقافية لـ - May 2024

المفكرة

<< >>
     1  2  3  4
 5  6  7  8  9  10  11
 12  13  14  15  16  17  18
 19  20  21  22  23  24  25
 26  27  28  29  30  31 

 

    * المركز الثقافي اليمني > أنشطة

ارسل لصديق اطبع هذه الصفحة

تحية حب شامية لليمن السعيد



كتب : إبراهيم أبو طالب – القاهرة .
كان لليمن بجباله وأرضه وإنسانه حضور شعري رائع ومتألق في الأمسية الشعرية الشامية في المركز الثقافي اليمني بالقاهرة ، والتي حققت توأمة الإنسان العربي وآماله وأحلامه وحبه ، فكانت تحية الماء من نهر العاصي الحالم إلى سد مأرب التاريخ ، يعزفها النيل العظيم ، حيث شدا الشاعر المتميز والأكاديمي الحصيف الدكتور " راتب سكر " بعدد من روائعه الشعرية التي كتبها في اليمن أثناء تواجده فيها في الأعوام 1997 – 2001م ، وكانت القصائد شهادة إبداع وإلهام للإنسان وللمكان وعنه حيث أنطلق من أبواب عدن بقصيدة " مجرد مدن .. لكننها نعرفها " :

هنا " عدن " التي وعدت يديَّ
بلوزها وبتينها
ومضت
تفسِّر في صراخ البحر
أصداف المحيط
وما تخبئ من مواجدَ
في خفاياها
تركتُ وعودها
ورجعت لا لوزي
ولاتيني ..


ثم أردفها بقصيدته الثانية المترفة بدلالاتها وأجوائها اليمنية العابقة بقصيدة " لغة مترفة من اليمن السعيد " :

ما لهذا الطير
لا يشدو
على غصن
تدلى من سحاب ؟
ما لهذا الصبحِ
يأتي صامتا
لا يسكب الريحان
في طين خراب؟
ما لعرس الشعر مخذولا يناديني
فلا نقر على دفٍّ
ولا زمر يواسي
ما تمادى في " سمارة "
من ضباب ؟
مفرد في جبل يشربُ ضوئي
لججُ من ظلمة عاتية تنهب دربي.


ثم يقف الشاعر بجمهوره الحاضر من عدد من الأقطار العربية من اليمن ومصر وسوريا ماثلا " بين يدي ذي يزن " ليحاوره حوار الشعر في مقام التاريخ والحضارة وعظمة الملوك الذين يصنعون التاريخ مناديا ذاته في قناع ذي يزن - :

يا فتى قم للمعالي
سيداً ذا كبرياء هتفتْ تحدو مسيري
أشعلت في ورقي النار ضراما
قمْ تقدم يا أميري
ومضيت النور في صوتي ...
أنادي :
يا بلادي وضمادي
حادب فوق جراح
من بقايا الدهر ..
لم تشف تماما ....

ويختتم الشاعر أمسيته الجميلة بوفاء الصديق إلى رموز ممن عرفهم وعاشرهم الشاعر في اليمن من الشعراء والأدباء والمثقفين ليثبت كيف بإمكان الشاعر الحقيقي أن يتحول لديه الصديق الحق إلى قصيدة تغدو خالدة عبر الزمن حين تجرد من الآني إلى المطلق ومن الشخصي إلى الرمزي فيقرأ الشاعر قصيدة " أسماء من دفاتر صنعاء " من ديوانه الأخير " أقرب من الأصدقاء .. أبعد من الخصوم " 2005 ، لتطالعنا الأسماء التالية : محمد حسين هيثم ، و عبد الحفيظ النهاري ، و أحمد الحضراني .

ووسط تصفيق الحاضرين إعجابا ، وسمو مشاعرهم بما تركته تلك الروائع فيهم من أثر السحر الحلال وجماله ترك الشاعر منصة الشعر مترجلا عن صهوة الإبداع ، ليشارك الشاعر السوري " عدنان برازي " بقصيدة بعنوان " من الشام إلى اليمن " : يقول في مطلعها :

إن كنت صنعاء أو عدن ... أهواك يا أرض اليمنْ
أهواك يا أرض الروابي الخضر يا أحلى وطنْ
أهواكِ يا نبع الصفا والحب والوجه الحسنْ
يا أرض مأرب يا بلاد الشعر يا مهد الفطنْ
للشعرِ فيك حكايةٌ يشدو بها طيرُ الفننْ ...

وينتهي زمن الأمسية الشعرية ، ولا ينتهي سر الإبداع وروائع ما توحي به اليمن مدنا وطبيعةً وإنسانا للشعر والشعراء من الخوالد الباقية والأحلام المستمرة .

تحية للشاعر الدكتور " راتب سكر " على تحيته الإبداعية لليمن والتي كانت بعنوان " تحية حب لليمن " التي أحبها وأحبته .

 أعلى


 

 
 

سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

                            جميع الحقوق محفوظة لموقع سفارة اليمن بالقاهرة والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية 2010