سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة
 

سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية

آخر تحديث بتاريخ 19/4/2024 --- الساعة 20:49:37 م

بحث عام

menu

 

المفكرة الثقافية لـ - April 2024

المفكرة

<< >>
   1  2  3  4  5  6
 7  8  9  10  11  12  13
 14  15  16  17  18  19  20
 21  22  23  24  25  26  27
 28  29  30    

 

    * أخبار > سياسية

ارسل لصديق اطبع هذه الصفحة

ليس احتفاءً.. ولكن اعترافاً بالجميل «علي» هو الشعب وأسرته كل «اليمن»


بقلم / سمير رشاد اليوسفي رئيس مجلس ادارة
رئيس تحرير صحيفة الجمهورية
جبلت نفوس العقلاء، على مقت النفاق .. والتزلف .. وتوزيع الشهادات والصفات على من لا يستحقون .. وبالمقابل ليس أفضل عند الشرفاء من إعطاء كل ذي حق حقه، والاعتراف بجهود الآخرين ، وإنصاف المحسنين، وتقدير العظماء وتوقيرهم، ووضعهم في المكان الذي هيأه الله لهم رغم كل العقبات والصعوبات.
وأحسب في هذا الصدد، أنه لا يوجد زعيم يمني في تاريخ اليمن، مرت عليه قضايا شائكة وأزمات مستفحلة ومشاكل مزمنة، مثل تلك التي واجهها علي عبدالله صالح، وكان فيها رباناً ماهراً، وقائداً محنكاً، أمسك دفة السفينة، وأنقذ الوطن من الغرق، أو من التيه ، مرات ومرات.. وأوصلنا إلى الشاطئ بأمان في مواقف وأزمات متعددة .. ومع أنني لا أؤمن كثيراً بالكرامات وخوارق العادات إلا أنني أميل لوجهة النظر التي تعتقد بأن هذا الرجل من الأشخاص القليلين جداً الذين يجود بهم الزمن نادراً.. وممن خُلقوا ليكونوا زعماء .. تبنى بهم الأمم، وتصنع بفضلهم المنجزات .. على ان هذا لا يعني ان الرجل ولد وفي فمه «ملعقة» من الذهب،ولم يصل إلى السلطة بقرار أو بإرث ، ولم يتعلم في مدرسة نظامية .. فهو واحد من ملايين اليمنيين الذين تجرعوا مرارة الفقر واليتم والعوز وشظف العيش والحرمان.. وجاء كما وصفه شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني من أسرة فلاحية بسيطة.. والزعامة التي قصدناها نعني بها، أنه عاش منذ طفولته متوحداً مع هموم البسطاء وناذراً نفسه لتخليص شعبه من تلك الحياة البائسة ، كبر وكبرت معه هموم الناس ، وظل يحمل هموم شعبه من القرية إلى المعسكر، ومن الجندية إلى القيادة ، ولاتزال تعيش داخل وجدانه وتسكن قلبه.
وصفه العميد/سعيد غانم ــ وهو واحد من زملائه القدامى ــ بأنه «مؤيد من الله» ،والرجل صادق بالنظر للمشكلات التي واجهتها اليمن، والتي كانت تثير مشاعر الخوف والقلق على هذا الرئيس القادم وبمعيته أحلام الجماهير، فقد شبهه الشاعر/إبراهيم الحضراني بأنه ابن بلدته أسعد الكامل ، وهجس بنفس المخاوف مواطن بسيط كان مغترباً في السعودية.
الرئيس، لم يتفرغ بعد لكتابة مذكراته ، كما فعل كثيرون وفقاً للفرضية التي تقول: إن كل إنسان يستطيع ان يكون روائياً ولو لمرة واحدة وذلك إذا ما سجل قصة حياته خلال مختلف سنوات العمر ، لكن علي عبدالله صالح لم يفعل ، فوقته ليس ملكاً له ، ويومه مزدحم بالإنجاز ومع ذلك فإن أي فلاح يمني بسيط يمكن ان يلخص حياة الرئيس في عبارة واحدة تقول : إن حياته كلها كانت تكريساً وتفانياً في العمل ،في كل مجال شغله ،منذ انضمامه للجيش عام 1958م .. في مسيرة كفاح استمرت خمسة عقود كاملة من العمل المتواصل لرفعة هذا الوطن ، وعندما تضخمت المسؤولية في عام 1978م لتشمل الوطن بشطريه آنذاك ، كان أن نجح علي عبدالله صالح في ان يجعل من شمال اليمن دولة ذات سيادة، تمهيداً لتوحيد الشطرين عام 1990م لتصبح اليمن دولة قوية بالمعنى الحقيقي للكلمة ، وفي جميع المجالات.
علي عبدالله صالح، هو الشعب : لأنه خلال السنوات الماضية استطاع تحقيق الكثير من الأماني والأحلام التي أرقت الأجداد ، وتغنى بها الشعراء ، وحلم بها الثوار، وكتب عنها المفكرون، وتحدث بها الخطباء، بل إن الرجل أحيا أحلاماً كانت قد ماتت منذ زمن ، فوجدت طريقها إلى الوجود، وإذا كان عظماء مثل الموشكي والوريث والزبيري والسلال والنعمان والإرياني والفضول وعبدالفتاح والجاوي والمحضار والربادي قد نقشوا أسماءهم بقوة في سجل التاريخ بوصفهم ثواراً وأحراراً وحالمين بالوحدة والحرية ، فإن علي عبدالله صالح سيتصدر تاريخ اليمن الحديث باعتباره محقق أحلام العظماء ومنفذ أفكار الأحرار والثوار على أرض الواقع ،لم ينجز ذلك بين غمضة عين وانتباهتها، لأنه لا يملك عصا سحرية يغير بها الوضع من حالٍ إلى حال، وانما بتؤدة ودأب وصبر وجرأة وذكاء وصدق واتزان وقبول للآخر.. وهي صفات التزم بها في سياسته الداخلية والخارجية على مدى تسعة وعشرين عاماً وكانت وراء خروجنا من «القمقم» إلى رحابة الوحدة والحرية.
علي عبدالله صالح هو الشعب : لأن الأقدار تنتقي أفضل الرجال ، وتصحبهم طوال العمر، تتحقق بهم الأحلام ، وتنجز بهم الأماني ، وفي هذا يمكن القول: إن اليمن مر عليها رجال وقادة كثيرون، حلموا ،وأخلصوا ، وثابروا، لكنهم لسبب أو لآخر، أخفقوا وفشلوا في إكمال المسيرة، وبعضهم خسر حياته أو منصبه ثمناً لمشروع لم يتحقق أو حلم ضل الطريق. وحده.. هذا الرجل .. وصل بالوطن إلى ما وصل إليه ولانزال ننتظر منه المزيد.
على ان ذلك لا يعني ان حياة الرجل تخلو من العيوب ولكنها الهفوات التي تتلاشى وتزول إذا ما قورنت بمنجزاته، وما أكثرها وأعظمها!! قياساً بطموحاتنا وآمالنا ، لكنها قد تكون البداية في عين هذا الزعيم العظيم الذي تعود منه شعبه المفاجأة بالإنجاز .. ولايزال يحلم لنا بالكثير.



 
أعلى


 

 
 

سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

                            جميع الحقوق محفوظة لموقع سفارة اليمن بالقاهرة والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية 2010