سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة
 

سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية

آخر تحديث بتاريخ 20/4/2024 --- الساعة 9:3:51 ص

بحث عام

menu

 

المفكرة الثقافية لـ - April 2024

المفكرة

<< >>
   1  2  3  4  5  6
 7  8  9  10  11  12  13
 14  15  16  17  18  19  20
 21  22  23  24  25  26  27
 28  29  30    

 

    * أخبار > سياسية

ارسل لصديق اطبع هذه الصفحة

كلمة معالي الأخ الدكتور أبو بكر عبد الله القربي وزير الخارجية رئيس الدورة 123 لمجلس جامعة الدول العربية


الأخوة أصحاب السمو .
الأخوة أصحاب المعالي .
الأخوة رؤساء الوفود .
الأخ الأستاذ عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية .
الحاضرون الكرام .

ما أسعدنا ونحن نفتتح دورتنا هذه لمجلس جامعة الدول العربية على ارض الكنانة ومصرنا الحبيبة قد فرغت لتوها من انتخاب رئيسها عبر الاقتراع الشعبي المباشر بديمقراطية غير مسبوقة، مما يؤكد أن التغيير الديمقراطي بات ممارسة تتأصل في واقعنا العربي.
يسعدني بداية أن أحييكم في بيت العرب ونحن نفتتح أعمال الدورة العادية الرابعة والعشرين بعد المائة لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري .. واسمحوا لي أن أتقدم مجدداً للأسرة المالكة والأشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة وكافة الشعوب العربية والإسلامية بأصدق التعازي وأعمق المواساة في رحيل خادم الحرمين الشريفين وفقيد الأمة العربية والإسلامية المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله وطيب ثراه .. الذي مثل رحيله خَطباً فادحاً ومصاباً جَللاً للعروبة والإسلام. داعيا الله عز وجل أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لما فيه خير بلاده وأمته العربية والإسلامية.
ونحن في بداية الدورة الرابعة والعشرين بعد المائة أتقدم بالشكر الجزيل والتقدير العميق لأصحاب السمو والمعالي الوزراء وللسيد الأمين العام ولموظفي الأمانة العامة على ما بذلوه من جهود مخلصة من أجل إنجاح أعمال الدورة الثالثة والعشرين بعد المائة. كما نثمن نجاح القمة العربية – الجنوب الأمريكية التي انعقدت في مايو 2005 في البرازيل والتي نأمل أن تفتح صفحة جديدة من التعاون بين الجانبين بما يخدم مصالحهما ويعزز الأمن والسلام الدوليين وأن نلتزم جميعاً بقرارات القمة والعمل على تنفيذها.
كما أرحب بأخي أحمد ولد سيدي احمد وزير خارجية جمهورية موريتانيا الإسلامية لانضمامه إلى مجلس وزراء الخارجية العرب متمنياً لموريتانيا الاستقرار والسير الحثيث في الطريق الذي يختاره شعب موريتانيا بإرادته الحرة. كما نرحب بمعالي الأخ فوزي صلوخ وزير خارجية الجمهورية اللبنانية داعين الله للبنان الأمن والاستقرار وان يجنبه مؤامرات أعدائه وأعداء أمته. وأرحب بانضمام أخي عبد الوهاب عبد الله وزير الخارجية التونسي إلى مجلسنا هذا.
الأخوة الأعزاء:
لقد انقضت ستة أشهر منذ اجتماعات المجلس الوزاري في شهر مارس الماضي، الأمر الذي يتطلب منا الوقوف بجدية ومصداقية أمام ما حققناه وهو قليل ومتواضع، وما لم يتم تحقيقه وهو كثير نتيجة عدم توحد المواقف والرؤى حول القضايا الشائكة والتحديات الصعبة التي تواجه أمتنا العربية التي تقف أمام مفترق طرق تستدعي التعامل معها بأقصى درجات الحكمة والواقعية والشعور بالمسئولية .. إن حرصنا على تعزيز تضامن أمتنا وضمان أمنها واستقرارها يحتم علينا المضي قدماً في تحرك عربي جاد لن يتسنى تحقيقه إلا بوضوح الرؤية وصدق العزيمة.
إن تاريخنا هو تاريخ الفرص الضائعة ومن هنا فإن علينا عدم الاكتفاء بمجرد اللقاءات أو إعلان الإجماع العربي على قرارات دورة بعينها لأن هذا الإجماع ليس غاية في ذاته بل يجب أن يكون بداية لتحرك دؤوب من أجل حشد أكبر للجهود العربية بغية ضمان تفعيلها في مجال الواقع على نحو أمثل .

الأخوة الأعزاء :
إن انعقاد دورتنا هذه يأتي في أعقاب الأعمال الإرهابية التي حدثت للأسف الشديد بمدينة شرم الشيخ وفي لندن وعدد من الدول الصديقة.. وأن حكومة الجمهورية اليمنية تعبر عن الإدانة الشديدة لتلك الأعمال الإجرامية الجبانة.. وتجدد الدعوة الملحة إلى تبني استراتيجية شاملة لاقتلاع الإرهاب من جذوره والقضاء على أسبابه، كما نؤكد على أن تظل الحملة ضد الإرهاب محافظة على تماسكها في استهداف الفاعلين الحقيقيين والمحرضين عليه. وإذا كانت تحل علينا بعد أيام ثلاث الذكرى الرابعة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر المشؤومة فإن من تداعيات تلك الأحداث المأساوية التي عملت بعض الجهات على استغلالها للنيل من قيمنا الإسلامية السمحة وثقافتنا وحضارتنا العربية.. وإن الواجب يحتم علينا أن نتصدى وبحزم لهذه الحملة العدوانية الظالمة بالتأكيد على أن ديننا الإسلامي الحنيف يناهض الإرهاب ويدعو إلى المحبة والتسامح والإخاء .. وأن القضاء على الإرهاب لن يتحقق بتوجيه التهم أو استهداف الآخرين وإنما من خلال استراتيجية محكمة ومتواصلة ينصب اهتمامها في المقام الأول على إدانة الإرهاب والتعرف على أسبابه والتعامل مع العالم بمنطق وعقل مستنيرين ولا شك أن عقد مؤتمر دولي لمعالجة ظاهرة الإرهاب حسبما اقترحته الشقيقة مصر، وإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب الذي اتفق بشأنه المشاركون في مؤتمر الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة قد يمثلان نقطة انطلاق ناجحة صوب القضاء على هذه الظاهرة واستئصال شأفتها.

الأخوة الأعزاء :
لا يفوتني أن أسجل أخلص التهاني وأصدق التبريكات للشعب الفلسطيني البطل وقيادته الحكيمة لما تحقق على أرض الواقع من انتصار تاريخي بتحرير قطاع غزه من الاحتلال بفضل مواقفهم الصلبة الموحدة وثباتهم الرائع ومقاومتهم الشجاعة من أجل استعادة أرضهم المغتصبة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ووفقا لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام.
وفي ضوء المستجدات اللاحقة والتي كان أخرها انسحاب إسرائيل من قطاع غزة فإنه لابد من التأكيد مجدداً على ضرورة التمسك بتنفيذ خارطة الطريق كحزمة واحدة دون انتقاء وعلى أن يتحمل المجتمع الدولي بأسره ممثلاً بالأمم المتحدة اللجنة الرباعية مسئولية فرض تنفيذ هذه الخارطة بكامل نصوصها وبنودها لأنه بدون ذلك ستصبح العملية السلمية مضيعة للوقت ومجرد مناورات تقود إلى حلقة جهنمية من العنف والعنف المضاد.. خاصة وأن الانسحاب الإسرائيلي من غزه لم يكتمل بعد في محاولة إسرائيلية للانتقاص من سيادة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، إضافة إلى استمرارها في بناء الجدار الفاصل على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وما يسمى غلاف القدس والذي سيشكل عقبة أمام الحل النهائي لإقامة الدولة الفلسطينية.

الأخوة الأعزاء :
إننا ونحن نشاطر أخوتنا في العراق معاناتهم من آثار العنف والإرهاب نتقدم إلى حكومة وشعب العراق بأحر التعازي في شهداء جسر الأئمة في بغداد سائلين الله أن يتغمدهم برحمته وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان. كما نعبر عن حرصنا على كل ما من شأنه الحفاظ على وحدة العراق وسيادته واستقراره.. وفي هذا المقام لا يفوتني أن أعبر عن التهاني الصادقة للنجاحات التي تمت على طريق حماية وحدة العراق والتقدير لتمسك العراقيين بالحوار وضمان مشاركة الجميع في صياغة مسودة الدستور بما يضمن لشعب العراق الشقيق سيادته ووحدة أراضيه واستعادة دوره الفاعل في دعم ومساندة أمته العربية ونصرة قضاياها.
إن مسودة الدستور العراقي تشكل مدخلا لصياغة مستقبل العراق الديمقراطي الذي يعيش فيه كل أبنائه بمختلف طوائفهم وأعراقهم على قدم المساواة في الحقوق والواجبات وانه الوسيلة لحماية وحدة العراق، مؤكدين على ضرورة التمسك بهوية العراق العربية مع الحفاظ على حقوق وخصوصية الأكراد فيه، لان المساس بالهوية العربية سيزرع بذور الشك بين أبنائه لما تشكله من تجاهل للحقائق التاريخية والديمغرافية، وبما سيؤدي إلى إضعاف العراق وأمته وإعاقة الجهود الحثيثة لإعادة الأمن والاستقرار إليه. فالعراق عضو مؤسس للجامعة العربية وكان انضمامه إلى عصبة الأمم ومنظمة الأمم المتحدة وفق هذه الهوية العربية.

الأخوة الأعزاء :
أننا نشعر بسعادة غامرة ونحن نتابع ما يجري في السودان الشقيق من وئام وسلام واتفاق على التمسك بوحدة أراضي وتراب هذا البلد العربي الأفريقي العزيز علينا جميعاً .. وفي نفس الوقت نشعر بالأسف العميق للحادث المؤلم الذي أودى بحياة الدكتور جون قرنق النائب الأول السابق للرئيس السوداني. وإذ نجدد تعازينا ومواساتنا لشعب وحكومة السودان في حادث رحيله، فإننا نقدم التحية وبإجلال لكافة القوى السياسية الوطنية السودانية التي كانت عند مسئولياتها وما تزال وفية لالتزاماتها إزاء الوطن السوداني والمصالحة الوطنية والتمسك بها مهما كانت التحديات أو الظروف. الأمر الذي يفرض علينا جميعاً الوقوف إلى جانب السودان ودعم جهوده لإحلال السلام وإعادة البناء .
ولا يمكن في هذا لمجال تجاهل الأوضاع في الصومال البلد العربي الذي بدا وكأنه يستعيد عافيته بعد كل الصعوبات التي عانى منها إلا أنه للأسف الشديد بدأت تلوح من جديد مؤشرات حدوث انتكاسة خطيرة نتيجة عدم توافر الإمكانيات المادية اللازمة لتطبيع الأوضاع وإعادة الأعمار .. إن هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الصومال تعود في جزء منها إلى عدم وفاء الدول العربية بالتزاماتها والتراجع عن تقديم الدعم للشعب الصومالي وحكومته للخروج من المحنة التي تتفاقم يوماً بعد يوم .. مؤكدين هنا أن قيادة الجمهورية اليمنية لم تأل جهداً من أجل جمع شمل الأخوة الصوماليين في محاولة للتوفيق فيما بينهم وإزالة الخلافات والانقسامات بالإضافة إلى ما تتحمله اليمن من مسئوليات لا داعي للخوض في تفاصيلها إزاء إيواء عشرات الآلاف من اللاجئين في أراضيها.
إن استمرار التقاعس عن الاهتمام بتطور الأوضاع في الصومال سيكون له انعكاسات خطيرة في منطقة القرن الإفريقي مما ينذر بتحول هذا البلد إلى بؤرة جذب مغرية للعناصر المتطرفة والإرهابية وهو ما ستمتد آثاره صوب دول الجوار في المنطقة العربية ولن يحول دون ذلك إلا قيام الدول العربية بوجه خاص وأعضاء المجتمع الدولي بوجه عام بتحمل مسئولياتهم إزاء تقديم الدعم العاجل والسريع لحكومة وشعب الصومال قبل أن يفقد ثقته في أشقائه ويقع في فخ من يحاول أبعاده عن محيطه العربي.

الأخوة الأعزاء :
لقد مرت ستة أشهر تقريباً منذ أن انعقدت القمة العربية في الجزائر وهي فترة تحتم علينا ونحن نقترب من منتصف الطريق صوب القمة القادمة في الخرطوم إنشاء الله، الوقوف لمراجعة مدى التزامنا بتنفيذ قرارات القمة .. ويحدونا الأمل في أن يتضمن تقرير الأخ الأمين العام ما يطمئن الجميع بشأن التقيد بتنفيذ القرارات والوفاء بكافة الالتزامات المترتبة عليها ومدى قدرتنا على تجاوز الخلافات العربية العربية التي أكدت كافة الشواهد على أنها المسؤولة عما نعيشه جميعاً من أوضاع وأحوال مأساوية ونحن على ثقة بالرئاسة الجزائرية للقمة وقدرتها متمنين لها كل توفيق في مساعيها لتطوير العمل العربي المشترك .

الأخوة الأعزاء :
لا أظن أننا نختلف حول أهمية وضرورة إصلاح الأمم المتحدة وتعزيز دورها وأجهزتها الرئيسية بما يمكنها من تحقيق المقاصد التي ينص عليها الميثاق من حفظ السلم والأمن الدوليين وتطوير العلاقات الدولية بين الدول وتحقيق التعاون الدولي في حل المعضلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والإنسانية .. وهنا لا يفوتني التنويه بأهمية عزم كافة الدول العربية على المساهمة في خطى الإصلاح هذه على نحو يعكس ويراعي آمال وتطلعات ومصالح أكثر من ثلاثمائة مليون عربي تضمهم اثنتان وعشرون دولة عضوا بالمنظمة الدولية.. وان هذه الدول تأمل من الأمم المتحدة في عهدها الجديد مزيدا من احترام مبادئ المساواة واحترام سيادة الدول وعدم جواز التدخل في شئونها الداخلية طبقاً لمضامين ونصوص ميثاقها.
كما يجب العمل في نفس الوقت على إصلاح آليات عمل مجلس الأمن وإكسابه الشفافية والديمقراطية إزالة الانتقائية وازدواجية المعايير عند التعامل مع القضايا الدولية.. هذا إلى جانب توسيع عضوية المجلس بما يحقق تمثيلاً أكثر عدلاً للمناطق الجغرافية وإصلاح الخلل الحالي بين نسبة عدد أعضاء المجلس وعدد أعضاء المنظمة.. وكذلك التأكيد على وضع ضوابط استخدام حق النقض في المجلس وجعله في أضيق الحدود وقصره على القرارات التي تتخذ تحت الفصل السابع بالإضافة إلى وضع وإقرار معايير دقيقة ومبادئ واضحة يتم على أساسها اختيار الدول للعضوية الدائمة في مجلس الأمن.

الأخوة الأعزاء :
إن الواقع الدولي يحفزنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، على وضع استراتيجية شاملة للعمل العربي المشترك يستأثر فيها البعد التنموي والتكامل الاقتصادي بمكانة محورية في علاقاتنا الثنائية والجماعية وفي ترابط مصالحنا المشتركة لاسيما ونحن نعيش في عالم تسوده التجمعات الاقتصادية والتي لا يمكن مواجهتها إلا من خلال تفعيل منطقة التجارة العربية الحرة بالتزام وجدية.
كما أن علينا بلورة توجه جديد وابتكار مبادرات خلاقة لإيجاد فضاء اقتصادي عربي موحد كفيل بتعبئة الطاقات لتحقيق تنمية عربية متطورة ومستديمة وسيكون من شأن هذا التوجه تمتين الروابط التي تجمعنا وتعزيز آمال وثقة شعوبنا في مستقبلها.. وتقوية إيمانها بأن قياداتها وحكوماتها العربية تشاطرها همومها واهتماماتها من اجل غد أفضل .

الأخوة الأعزاء : ولا يفوتني هنا أن أتقدم بالتهاني الصادقة والتمنيات الطيبة لأخي فاروق القصراوي وزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة رئيس الدورة "124" لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لتسلمه رئاسة الدورة ونحن على يقين وثقة بأن النجاح الكامل سيكون حليف أعمال هذه الدورة بفضل ما يتمتع به وما عُرف عنه من حنكة وحكمة واقتدار. وادعوه ليتسلم رئاسة الدورة.

والله أسأل لنا التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



 
أعلى


 

 
 

سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

                            جميع الحقوق محفوظة لموقع سفارة اليمن بالقاهرة والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية 2010