سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة
 

سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية

آخر تحديث بتاريخ 16/4/2024 --- الساعة 16:49:21 م

بحث عام

menu

 

المفكرة الثقافية لـ - April 2024

المفكرة

<< >>
   1  2  3  4  5  6
 7  8  9  10  11  12  13
 14  15  16  17  18  19  20
 21  22  23  24  25  26  27
 28  29  30    

 

    * أخبار > سياسية

ارسل لصديق اطبع هذه الصفحة

د. عبدالولي الشميري في حوار طويل مع صحيفة الوسط


د. الشميري لـ"الوسط" علاقتي بعلي ناصر ممتازة والحكيمي توأم الروح..
اعتبر ماقيل عن مشاركة المجاهدين في حرب 94م اشاعة..

الدكتور عبد الولي الشميري سفير اليمن لدى مصر والجامعة العربية اليوم بعد أن كان تفرغ للثقافة من خلال منتدى المثقف العربي والمجلة التي كانت تصدر عنه (المثقف العربي) وأيضا للتجارة في مصر وقبل ذلك كله هو ضابط كبير في الجيش ومشارك في حرب 94 باعتباره مسؤولا عن المجاهدين وهو مايعتبره إشاعة كنا نود لقاءه مباشرة وليس عبر الإنترنت لأن هناك الكثير مما يمكن طرحه ومناقشته ولعل عدم تحقق ذلك هو الضعف الوحيد في هذه المقابلة كون ضيفنا يعد من المثقفين الجيدين ومن الذين يعرفون الكثير عن منعطفات هامة مرت بالبلد سواء من خلال علاقته بالسلطة عبر أهم قياداتها أو حتى بالإخوان المسلمين التي ينكرها في هذه المقابلة ونبدأ من هنا..
*حاوره / اسكندر شاهر

* كنت محسوبا على التيار الإسلامي وبالذات الإخوان المسلمين هل فعلا انضممت إليهم في أي مرحلة من مراحل حياتك؟ إذا كانت الإجابة بنعم كيف تقيمها؟ وما هي علاقتك الآن بحزب الإصلاح؟
- انتمائي الأول والأخير إلى تيار الكتاب والفكر والقلم، وخاصة الشعر والشعراء، واحتفظ بمودة وصداقة لكافة التيارات والأحزاب والتنظيمات، كما هي للشخصيات الاجتماعية، والنخب السياسية، الاجتماعية، ليس في اليمن فحسب ولكن في معظم الأقطار.
ومنذ سنة 1982م انتميت لحزب المؤتمر الشعبي العام وما زلت عضوا للجنته الدائمة ، ولم يسبق لي الانتماء لحزب الإصلاح، رغم دعوة المرحوم الشيخ عبد الله الأحمر لي حين تأسيسه .

* هل تعتقد ان التيار الإسلامي قادر على الحكم وفق النظرية الديمقراطية وما هو البديل الأمثل للحكم في اليمن؟
- لست في حالة بحث عن الحكم البديل، خاصة وأنا جزء من النظام الحالي ، ولست في مكان الحكم على قدرة أي تيار، غير أني أؤيد دعوات تحديث الإدارة، و تطوير النظام، لمواكبة المتغيرات الوطنية، وتلبية متطلبات المرحلة الراهنة.

* الأزمة الجنوبية كما يعلم الجميع تعود لحرب 94م ، هناك من يقول بأنك لعبت دوراً فاعلاً فيها سواء بالتنظير أو بالميدان من خلال ارتباطك بالإسلاميين أو الجهاديين ما حقيقة الأمر؟.
- سؤالك هذا من شقين، الأول أنك حددت بداية أزمة جنوبية بعام 1994م وهذا التحديد غير دقيق، والدليل هو أن أصحاب الأزمة لم يدعو بالأمس في ندوة مفتوحة بثت على قناة الجزيرة مباشر إنما حددوا البداية بالعشرة الأشهر الماضية خلال سنة 2007م.
والشق الثاني شخصي عن دوري في تلك الحرب، وباسم من؟ نعم لقد كنت عضوا في غرفة العمليات الحربية لجبهة عدن، وكانت رتبتي العسكرية يومها عقيداً . ولا أعرف أن المقاتلين جميعا كان فيهم غير إسلاميين، في الجبهتين المتقاتلتين، والصراع الدامي لم يكن بين إسلاميين وغير إسلاميين، ولكن كان المبرر لتلك الحرب من جانبنا، من منطلق الإبقاء على الوحدة السياسية لليمن الطبيعية التي قبلها الطرفان سنة 1994م. بعد أن بكى عليها الشعب قرونا من الزمان، وأما الجانب الآخر فقد كان هدفه من الحرب: التراجع عن الوحدة بإعلان الانفصال، وكلا الطرفين كان يعتبر نفسه مجاهدا في سبيل الله، وإذا كان قصدك المدلول السياسي المعاصر للجهاديين المنتمين لجماعة الجهاد الإسلامي التنظيم فهذه شبهة تذرع بها المنهزم، ليضعف بها موقف المنتصر خارجيا،. وليستعطف بها أنظمة عربية أفزعها تنظيم الجهاد الإسلامي. وهذه من حروب الشائعات المباح استخدامها بين الخصوم .

* مع أنك كنت المسؤول عن جماعة المجاهدين في حرب 94 ومع ذلك أنت تعتبر وجودهم في الحرب مجرد شائعة هل نكرانك لمشاركتهم يأتي من باب الخوف من أن يتم ربطك بهم وهو ماقد يؤثر على مشاريعك وعلاقاتك الجديدة؟
- سؤالك مبني على شائعات لا صلة لها بالحقيقة، لقد قلت لك كان المشاركون في جانبي المعركة يرون أنهم مجاهدون في سبيل الله جيشا وشعبا، ، وليس بالمعنى الحزبي الذي تقصده أنت و انخرط معظم قبائل اليمن في الحرب لهدف إفشال الانفصال، ولم يكن في أجندتنا قبل أربع عشرة سنة الفهرس الذي في ذهنك اليوم.

* يقال ان علاقة وثيقة كانت تربطك بعبد السلام الحيلة وقد تم اختطافه وهو الآن مسجون في جوانتانامو ماذا تعرف عن هذه القضية ولم خفتت المطالبة بإطلاقه رسميا وحزبيا؟
معرفتي بك أكثر من معرفتي بعبد السلام الحيلة فك الله أسره. ومن مفاخري أنني لست بالمجهول الذي تستغرب معرفته بكل أهل بلدته، والحمد لله وآخر ما قرأت عنه قبل عام ونصف تقريبا عندما كنت في مدينة (ريو دجنيرو) في البرازيل قرأت في بعض الصحف البرازيلية أنه أفرج عنه وغادر السجن مع محاميه، وقبل دخوله الفندق الذي رتبه محاميه، للاستجمام قبل العودة إلى بلاده أعيد إلى السجن. وأنا على اطلاع بأن السلطات اليمنية مستمرة في المطالبة برعاياها المسجونين في جوانتانامو.

* كيف تنظر إلى الأزمة الجنوبية ؟ وهل لديك رؤية واقعية للحل ؟.
- في نظري أن المشكلة إدارية أكثر مما هي سياسية، وأنا مع ضرورة التصحيح الإداري، والتحديث الأسلوبي، سواء في الشمال أو في الجنوب، وفق أجندة ثقافية وأخلاقية جديدة، وأراهن حينها أن لا تبقى هناك أي مشكلة، ولا أحبذ تسمية ما يجري في محافظات الجنوب، بأزمة سياسية. لكن المعالجة الصحيحة والفورية، بأساليب عصرية مؤسسية. ضرورة حتمية.

* تقول إن الأزمة في الجنوب إدارية وليست سياسية إذا لم صعب حلها بل ومازالت تتفاقم الى حد بات معها يخشى على الوحدة الوطنية.. وهل عدم الاعتراف بالأسباب الحقيقية للأزمة سيؤدي الى حلها أم تعقيدها؟
- بالعكس إنني أفهم أن كل مشاكل الحياة بما فيها المشاكل السياسية والاجتماعية، وحتى الثقافية. من أهم أسبابها سوء الإدارة، و المعارضة السياسية الناضجة والحراك في الجنوب، لا يجرم الوحدة الوطنية، والعقلاء فيهم يرفضون تحميل الوحدة المسؤولية ، والتحرك نحو الارتقاء بالإدارة سيظل مطلبا للشمال والجنوب والمشرق والمغرب، ويقيني أن الإدارة الحديثة حينما توجد، فهي كفيلة بإذابة الجليد وحل كافة التوترات.

* تناقلت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية، أنه كانت لك رحلة سرية في مايو 2007م إلى مدينة فرانكفورت، بألمانيا، وأنك نجحت في توقيع اتفاق حاسم لإنهاء الحرب في منطقة صعدة مع يحي بدر الدين الحوثي وعندما عجزت عن إقناع الرئيس بقبول الاتفاق، دفعت بالكرة إلى ملعب الوساطة القطرية، لتدويلها كقضية صراع سياسي بدلا من طابعها المحلي ؟
- إن كان مصدر الخبر (يحي بدر الدين الحوثي) فلا أستطيع تكذيبه مع التوضيح بأنها ليست ذات طابع رسمي. إلا التدويل فلست سعيدا ولا مستفيدا بخروجها عن الإطار الداخلي، وليس لي أي دور يذكر في الدفع بها للتدويل، حتى ولو إلى دولة قطر الصديقة.

* هل تعتقد أن هناك أطرافاً تعطل الاتفاق مع الحوثيين ممن يحلو للبعض تسميتهم بتجار السلاح والحروب ؟.
- أعتقد أن المؤثر الرئيس في استمرار الحرب والتمترس وراء السلاح هو أيدلوجي بالدرجة الأولى، ثم الخوف من انتقاض الآخر. والحرص من كلا الجانبين على أن يكسب جولة ضد الآخر قبل أن تنتهي الحرب.

* كنت عقيداً في الجيش وسبق وكنت مشاركا في حرب الانفصال كيف تفسر الانتصار السريع في هذه الحرب والفشل الذريع في حرب صعده رغم أنها مع جماعة وليس مع دولة؟
- نعم كانت رتبتي العسكرية سنة 1994عقيداً وكانت حربا نظامية جيشا يقاتل جيشا، وكان المرجح الأول في حسم المعركة خلال ألف ساعة حرب هو العقيدة القتالية، أولا فالمحارب كان معتقدا بعدالة الحرب، مقتنعا بالهدف القتالي، وشتان بين اثنين أحدهما يرفع شعار الوحدة أو الموت، والآخر يقاتل لحماية أصوات تعلن العودة للتشطير، وللمقارنة فالحروب التي كانت تدور بين نظامي الشمال والجنوب قبل الوحدة كان الذي ينتصر فيها هو الجانب الذي يسبق لرفع شعار الوحدة. بالإضافة إلى عوامل أخرى تكتيكية، وعدم تكافؤ في العدد، والتفاف شعبي واسع كان يقف وراء خطوط النار للإبقاء على الوحدة. ولاريب أن قرار الحرب والمواجهة العسكرية من جانب قيادة الحزب حينها كان بمثابة قرار انتحار. أما المعركة مع الحوثيين فذات طابع عقدي، وليست حربا نظامية فهي حرب عصابات، وكر وفر، والحروب الأيدلوجية تطول لعقود من الزمن في كل العصور.

* لو تخليت كليا عن الوظيفة والسياسة والدبلوماسية، وطلبت منك مقارنتك في أصدق وأوثق علاقة مع مسؤول في الحكم أحببته وأحبك هل ستقول الرئيس علي عبد الله صالح، أم اللواء علي محسن؟.
- لا هذا ولا ذاك

* فمن إذاً ؟
- المرحوم اللواء محمد عبد الله صالح طيب الله ثراه .

* انت تقول أن علاقتك كانت أوثق مع شقيق الرئيس (محمد عبد الله صالح) مع ان المعروف انك محسوب على علي محسن هل هو الخوف من دفع ثمن مواقف لم تخترها أنت؟
- احسبني كما يحلو لك ، ولك أن تسأل من يعرفون اللواء محمد عبد الله صالح رحمه الله، وأي علاقة كانت بيننا. ولا خوف ولا حرج أن أكون صديقا وفيا لكافة رفاقي خلال الأيام الحرجة في فترة تأسيس الدولة، منذ أواخر السبعينيات، في منعطفات الزمن وفي مقدمتهم الرئيس علي عبد الله صالح، واللواء علي محسن صالح، وغيرهما كثير، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، أما المواقف فلكل قناعته، وموقفه، ولا تزر وازرة وزر أخرى.

* يُقال بأن اللواء علي محسن يحتفظ بعلاقات قوية مع مختلف قيادات الجنوب في الداخل والخارج وأنه يحظى باحترامهم وثقتهم ما الذي يحول دون توظيف ذلك لحل الأزمة الجنوبية التي تهدد حاضر ومستقبل البلاد ؟.
-أنا غير معني بالرد على موضوع هذا السئوال.

* زرت عدن مؤخرا، هل تعتقد أنها لا تزال مهيأة للاستثمار العقاري والسياحي في ظل الأزمة الجنوبية الراهنة ؟.
- نعم عدن مدينة فاتنة، وأفاخر بموقعها الخلاب، وخصائصها الساحرة، وقد استقدمت إليها عشرات الوفود التجارية، والسياحية، والاستثمارية من بلد الاعتماد، مصر ومن دول الخليج، ومن بعض دول أوروبا، وهذه الأعمال من صميم واجباتي نحو وطني ونحو المرحلة التي تمر بها حبيبتي اليمن، ومهما تكن الظروف يجب أن لا نتوقف عن العطاء تحت أي ظرف، ولا أنكر أن المشاكل والخلافات سواء منها السياسية ، أو الاقتصادية، حيثما كانت لا تساعد على وجود بيئة استثمارية سهلة ومجدية، لكني أشد من أزر النفس بقول الحكيم:
فصعب العلى في الصعب والسهل في السهل
وقد سعدت بفضل الله في البدء بمشروع فردوس عدن مدينة عالمية كاملة أرجو الله أن يسهل إنجازها، وإن الإرادة السياسية، لفخامة الرئيس، والمتابعة المستمرة من دولة رئيس الوزراء، مكنت قيادة هيئة الاستثمار الشبابية الطموحة من عمل الكثير مما كنا نتمنى، ولا يوجد عاقل في أي بلد يضيق صدره بالتطور والاستثمار، سواء كان من الحكومة أو المعارضة، خاصة والجميع يرفع مطلب الانتعاش والتطور لضرورة توفير فرص عمل، وتنشيط الاقتصاد.

* في مسألة مشروع فردوس عدن ماهو مردوده الاقتصادي على البلد وأبناء عدن ثم هل مازلت متفائلاً بنجاحه خاصة وقد بدأت مشاكل ملكية الأرض تظهر وتعرقل العمل فيه؟
- مدينة فردوس عدن ثقتي بنجاحها مطلقة، وهي مدينة عالمية على أرض يمنية، وأعلق على التفاف كل أبناء اليمن حول نجاحها أملا كبيرا، وهي إحدى ثمار الدبلوماسية اليمنية لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية لليمن، أما مردود هذه المدينة على أبناء البلد فكثيرة، إذا افترضنا المردود للمستثمرين سيتحقق بعد سنوات فالمردود المباشر للبلد ولأهل مدينة عدن، يبدأ من الأسبوع الأول.. من بداية العمل وخاصة أن استراتيجية التنفيذ تعتمد على العمالة، والخدمات، والمهن الفنية، واللوجستية على أبناء المناطق المجاورة للمشروع ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ولك أن تتخيل مرود مشروع بهذا الحجم عندما يستوعب زهاء عشرين ألف يد عاملة لتعول عشرين ألف أسرة كان عائلها لايجد فرصة للعمل، كما أن هناك مردودا غير مباشر لتحرك الأعمال الخاصة في المدن مثل المطاعم والورش ومصانع الحديد والألمنيوم ، والأخشاب، ووسائل النقل، والتأثير التلقائي على حركة البيع والشراء، والتنقل. إن الاستثمار هو صمام الأمان للمجتمعات والشعوب، أما المشاكل المصاحبة والشغب المعتاد فدوافعه موروثة، وأسبابه عدم الوعي بالمردود المباشر على جيران المشروع لكنها ظاهرة غير مفاجئة وثقتي في وعي المجتمع كبيرة، وتعاون الدوله والمجالس المحلية منقطع النظير، وأرجو أن لا تكون هناك مشكلة، وإني أعلق على دوركم كأصحاب أقلام مرموقة، ومن النخب الواعية نعلق أملا للتلاحم والتعاون في سبيل نجاح هذا المشروع، وغيره، والاستثمار في البلد ضرورة يحتاجها المواطنون باختلاف تيارتهم ومذاهبهم الفكرية، والسياسية.

* وماذا عن ما روجته بعض الصحف بأنكم ستفتتحون مشروعكم الاستثماري (فردوس عدن) بإهداء أول فيلا للفنانة السورية أصالة نصري في ظل جدل سياسي وديني لا يزال محتدماً في اليمن بهذا الشأن ما تعليقكم؟.
- بالنسبة لما روجته بعض الصحف الصديقة عن فردوس عدن كانت بعضها بحسن نية وأخرى تناولت الموضوع بأقلام موتورة، غرضها الإثارة لكن رب ضارة نافعة فقد أعلموا الناس بوجود مدينة عالمية على خليج عدن تسمى فردوس عدن، ولقد اعتبرت تلك الضجة الإعلامية سواء منها السيئ أو الجيد دعاية غير مدفوعة لصالح المشروع.
وقد أضحك سخريتي المتباكون على المحرومين من الفقراء والمرضى الذين كانوا -على حد تعبيرهم- أولى بقيمة تلك الفيلا، وصدقوا أوهامهم وكأنني قد أصبحت ( بيل جيتس) أو (روكفلر) اليمن، وعذرتهم لأنهم لا يعلمون ودعوت ربي أن يجعلني خيرا وأكثر مما يظنون، لأتمكن من دفع العشرات من فواتير المستشفيات في مصر، لعلاج مئات المرضى اليمنيين، والدعم الاضطراري، لمئات من طلبة العلم المنقطعين في الجامعات والمعاهد المصرية، وحالات إنسانية أخرى كثيرة لا أحب ذكرها..

* وماذا عن ماأوردته بعض الصحف الأهلية -نقلاً عن مصادر مقربة منك- بأنك تنوي كفالة عدد كبير من فقراء اليمن هذا من جهة ، وأنك أصبحت الثري الأول في اليمن - هذا إضافة لما نقلته الصحيفة ذاتها بأن كتابك يسميه العدنيون "ألف ساعة فيد" ، كيف تقرأ هذا الهجوم في ظل صراع القوى الدائر في اليمن ؟.
- نعم لقد قرأت الخبر من المصدر الذي ذكرت، وظننته يتحدث عن سمو الأمير الوليد بن طلال ثم أدركت فيما بعد أنه ، من تصانيف التخزينة يقصدني شفاه الله، ولا يحتاج إلى رد. وإنما بالقول المأثور، اللهم اجعلني فوق ما يظنون، وأدّ عني ما تعلم ومالا يعلمون.

* هل يكشف هذا الجدل الذي سبق ورافق حفلة الفنانة أصالة أن اليمن ليست مهيأة للانفتاح السياحي بالطرق المتداولة في كثير من الدول العربية وأنها لا تزال ساحة صراع ربما كانت فيه الغلبة للمتشددين ؟.
- أعيذ اليمن من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجنبها الصراعات، وما ينقص أبناء اليمن هو أن تتسع ثقافة القبول بالآخر، وحسن الاستماع إليه؛ لأن ما ينقص البلاد هو تعدد مجالات التعاون فيما ينفع، وأسباب الجمود، والعداوات سببان السبب الأول الغيرة من نجاح الآخر، والسبب الثاني: عدم تجديد وتحديث الفهم، والبقاء على المخزون الفكري من الزمن القديم نحو الأشخاص والمواقف والرؤى، والأفكار، لكن البعض يكتبون أكثر مما يقرأون، لذلك حرموا أنفسهم من نعمة ترويض النفس على حب الناس واحتمال حسن النوايا، فالفكر السياسي والفكر الديني والفكر المجتمعي والتطور الحضاري، كلها قضايا ليست يمنية فقط، ولكنها قضايا كل شعوب العالم الإسلامي وتحظى باهتمام الشعوب والدول والحكومات. لكن دون أن تفسد للود أي قضية إلا في اليمن، فأدنى خلاف في الرأي يفسد كل قضايا الود، ويجب أن تقام عند خطوط التماس بين تيار الأصالة الفكرية والعلمية، وتيار الحداثة الفكرية والعلمية - منطقة يتفق الطرفان على تحريم الخلاف عندها، وهي المحكم من التنزيل العزيز والصحيح المتواتر من السنة النبوية، وما دون هذه المنطقة فالخلاف فيها سواء بالفعل أو الترك فيه فسحة من الأمر.
وعندما أرى الفرق الشاسع بين المدرستين وأرى متطلبات الحياة المعاصرة أتمثل بقول الشاعر:
واقافلة عاد المراحل طوال     وعاد وجه الليل عابس

* هل مشكلة البلد اقتصادية أم سياسية ومن خلال تجربتك في أول مشروع استثماري كيف تقيم مستوى تعامل الجانب الحكومي مع المستثمرين؟
- التعاون من هيئة الاستثمار رائع، ومن كافة الجهات المعنية مقبول، غير أن الحاجة ماتزال ماسة إلى التغلب على الثغرة القانونية في كثير من قضايا تشجيع الاستثمار، والمشاكل الاقتصادية هي رأس البلاء، أما الاضطرابات السياسية غالبيتها تهدف إلى تحسين الوضع المعيشي، وتصحيح وتحديث الإدارة، وكاد الفقر أن يكون كفرا، و في قول الامام علي كرم الله وجهه (عجبت لمن لايجد قوت ليلته أن لا يخرج إلى الطرق شاهرا سلاحه) وقول عمر رضي الله عنه (لو كان الفقر رجلا لقتلته).

* بعد رحلتك مابين الوظيفة التنفيذية والعمل الدبلوماسي وبينهما التفرغ للشأن الثقافي أين وجدت نفسك أكثر؟
- لا أنكر أن في أعماقي تنافرا مع الأعمال المكتبية سواء عسكرية أو تنفيذية، أ ودبلوماسية، ولم أجد أمتع من صحبة الكتاب، وصداقة القلم، والثقافة، والأدب وأجد بهما راحة، وسعادة، ولكن لا بد أن أعطي العمل الذي يناط بي حقه من المسئولية. ولو على مضض.
ويحز في نفسي العزلة الاجتماعية التي يعيشها المثقفون بعيدا عن حلبة المشاركة، في مضمار بناء الحياة.

* هناك مخاوف كبيرة ومعلنة من توريث الحكم في اليمن وهناك من يطرح بأن هذه المسألة هي وراء صراع قوى من بينها اللواء علي محسن.. ما رأيك ؟.
- لا مخاوف.. فمازالت الفترة لفخامة الرئيس في بدايتها، والتكهن المبكر فيمن يخلف الرئيس بعد ست سنوات، نوع من الترف الفلسفي الذي لا أحبه ولا يليق بي خاصة وعقيدتي أن أعمار الجميع بيد الله لا يعلم من السابق ومن اللاحق. إلا الله سبحانه.

* كشف الرئيس الأسبق علي ناصر محمد عن فشل محاولتي اغتيال كانتا تستهدفانه، واحدة منهما في القاهرة، ويقال ان أخرى كانت مرتقبة في اليمن فيما لو نجحت في استدراجه للعودة إلى اليمن لحضور احتفالات عيد الاستقلال في نوفمبر الماضي ثم أعقبها تسريبات في بعض الأوساط السياسية، أنك لعبت دورا في الوساطة بين الرئيس علي ناصر والرئيس صالح؟ أو على الأقل في التخفيف من الاحتقان بين الرجلين، هل تعاملت في هذا الأمر بصفتك الرسمية كسفير لليمن في مصر ؟. أم بطلب أحدهما أم لعلاقتك الحميمة بالرجلين؟.
- ما ذكرت من مؤامرات الاغتيال، يفتقر إلى الدليل المادي حتى الآن ..

* ترددت مزاعم عن نجاحك في استعادة منزل الرئيس على ناصر في التواهي بعدن والذي كان مغتصبا من عبد الملك السياني وزير الدفاع السابق، ماصحة الخبر؟.
- الصيغة الخبرية فيها خلط، لكن أظن أن معاوضة اختيارية تمت بين الرجلين، وأن كلا منهما تنازل لصاحبه عن عقد عقار يملكه.

* وكيف هي علاقتك بالرئيس علي ناصر خاصة أن القاهرة إحدى مقرات إقامته وفيها فرع لمركزه أيضاً ؟.
- علاقتي بالسيد علي ناصر محمد ممتازة .

* ما رأيك بدعوة الرئيس لقيادات المعارضة في الخارج للعودة وهل تسهم من موقعك كسفير في تفعيل هذه الدعوات؟، وماذا بشأن المعارض الأستاذ عبد الله سلام الحكيمي الموجود في القاهرة وقضية جوازه المُصادر ؟
- قيادات المعارضة اليمنية في مصر تربطني بهم مودة ولي معهم لقاءات، واستمع إليهم وأنقل عنهم كل ما يسر ويقرب القلوب من بعضها، لتعود المحبة لكل أفراخ عشنا اليمن. بل وأتبنى كثيرا من مطالبهم، وأتابعها حاليا..
أما الأستاذ عبد الله سلام الحكيمي بالنسبة لي توأم روح ، وحاجته إلى الجواز اليمني لم تعد قائمة الآن.

* سؤال أخير: سمعنا عن احتجاز اللواء محمد على الأكوع وزير الداخلية الأسبق في مطار القاهرة، وهو على عربة المرض وسنه زهاء الثمانين من يقف وراءها، وما خلفيتها؟
- هذه مشكلة أحرجتني جدا فاللواء الأكوع من أعز أصدقائي، وجاءت المشكلة خلال عودته من ألمانيا إثر عملية جراحية، شفاه الله، لقد كان عابرا مطار القاهرة مجرد ترانزيت، وكان في انتظاره مسؤول المراسم في السفارة، ويرافقه ولده الذي هو عضو للبعثة الدبلوماسية في مصر، ولم يكن اسم اللواء الأكوع مقصودا ولا ضمن القوائم الخاضعة للتحريات، خاصة وأنه رجل مسن، ومريض، بل وسبق له أن كان في مصر قبل السفر إلى ألمانيا بحوالي شهر، وكان يعالج في مستشفى دار الفؤاد، ولم يوقف أثناء دخوله، ولا حين خروجه.
لقد أبلغت بهذا الاحتجاز السخيف لجوازه، حين كنت في مطار ميلانو عائدا إلى القاهرة، فبادرت بالاتصال لأجهزة الأمن المختصة، وعاتبت بشدة على غير عادتي، وبعد ثلاث دقائق تم الاتصال بي من الجهات الأمنية المختصة، بأنه تم الافراج عن جوازه وسمح له بالمرور مع الأسف والاعتذار الشديدين، ومازلت أطلب تفسيرا لماحدث، ولعلها أشبه بما حدث للأخ مستشار رئيس الجمهورية، سالم صالح محمد في مطار دبي.

نقلاً عن صحيفة الوسط



 
أعلى


 

 
 

سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

                            جميع الحقوق محفوظة لموقع سفارة اليمن بالقاهرة والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية 2010