سيد علي / القاهرة
أشاد البرلمان العربي خلال دورته العادية الأولى لعام 2008 المنعقدة في مقر الجامعة العربية بمصر بموقف مجلس النواب اليمني الذي علق علاقاته البرلمانية مع الدنمارك.
وثمن البرلمان العربي مبادرة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لرأب الصدع الفلسطيني واعتمدها البرلمان العربي ضمن المبادرات العربية لحل الخلاف واعتبر المبادرة اليمنية أساسا يتم الاعتماد عليه لتجاوز الخلاف القائم بين حركتي فتح وحماس .
وذلك في مشروع القرار الصادر عنه أمس والذي تمخض أيضا عن إدانة البرلمان الشديدة لما تقوم به بعض وسائل الإعلام الغربية من إساءة متعمدة وخاصة الصحف الدنماركية تجاه النبي محمد صلى الله علية وسلم ، واعتبر البرلمان في مشروع القرار الذي صاغه الدكتور منصور الزنداني مقرر اللجنة الخارجية والشئون السياسية بالبرلمان العربي، أن ما تقوم به بعض وسائل الإعلام يعد عملا استفزازيا للأمة العربية والإسلامية ومن شأنها خلق المبررات لما يسمونه صراع الحضارات.
- ودعوة الشعوب العربية والإسلامية إلى القيام بواجبها في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال التعبير عن استنكارها لهذه الجريمة النكراء التي قامت بها الصحف الدنماركية والعمل على تفعيل المقاطعة الاقتصادية والثقافية والسياسية والإعلامية للدنمارك حتى تحيل المسيئين إلى المحاكمة وتقدم اعتذاراً رسمياً إلى الأمة الإسلامية.
ودعا البرلمان الحكومات العربية والإسلامية للقيام بواجبها في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال العمل على إيجاد تشريع دولي يقضى بتجريم كل من يسئ إلى أنبياء الله عليهم أفضل الصلاة والتسليم باعتبار ذلك جريمة عنصرية وتكريساً للكراهية بين الشعوب تهدد السلم والأمن الدوليين.
وطالب البرلمان الدول العربية والإسلامية إلى قطع كافة العلاقات السياسية والاقتصادية .
وفيما يخص القمة العربية المقبلة وجه البرلمان العربي دعوة القمة العربية إلى تفعيل كافة الاتفاقيات العربية المشتركة ووضع الآليات العملية لتنفيذها، وإلى دعم كافة أشكال المقاومة ضد أي محتل للتراب العربي.
وطالب القمة العربية المقبلة بضرورة حل الخلافات العربية وإزالة بؤر التوتر ضمن أجندة عربية تضمن السيادة العربية في قضاياها الداخلية.
وأكد على أهمية عقد القمة العربية في موعدها المحدد ومكانها المقرر وعلى أعلى المستويات وذلك بالنظر إلى خطورة التحديات التي تواجهها الأمة العربية في الوقت الراهن وما تتحمله القيادات العربية كافة من مسئوليات أمام شعوبها في اتخاذ الموقف العربي الموحد إزائها والعمل على إنجاحها تعزيزاً للثقة بين الشعوب والقيادات العربية وعدم ترك الملفات العربية تحت تأثير أطراف دولية أو إقليمية.
ودعا القمة العربية إلى رفضها الكامل لكافة سياسات الكيان الصهيوني العنصرية التي تعتبر إسرائيل دولة يهودية ومن يدعمها والتي تهدف من ورائها إلى طرد بقية السكان العرب من الأراضي المحتلة عام 1948 ومنع اللاجئين الفلسطينيين من الرجوع إلى ديارهم في فلسطين.
وطالب بتفعيل قرارات وزراء الخارجية العرب بخصوص مبادرة السلام العربية في ظل استمرار الكيان الصهيوني بعدم استجابته واستمراره في ممارسة الحرب المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني.
ونوه إلي ضرورة وقف كافة أشكال المفاوضات مع العدو الصهيوني وكذلك إلى وقف كل أشكال العلاقات مع هذا الكيان وتفعيل أحكام المقاطعة العربية مع العدو الصهيوني وكذلك تجاه كل ما يقوم بدعمه وتشجيعه وحماية عدوانه على الشعب الفلسطيني.
ودعا إلى تأكيد الرفض القاطع والكامل لكل مشاريع توطين اللاجئين الفلسطينيين خارج وطنهم ووضع خطة إقليمية ودولية لإفشال هذا المخطط المعادي لحقوق الشعب الفلسطيني.
وطالب البرلمان بضرورة اعتماد مبدأ المعاملة بالمثل في العلاقات العربية والدولية والتأكيد على أن الدول العربية سوف تعيد النظر في سياساتها وعلاقاتها مع كافة الدول في ضوء موقفها من القضية الفلسطينية والقضايا العربية العادلة، وإلى رفض سياسة البوارج الحربية الأمريكية التي تعتمدها الولايات المتحدة لفرض نفوذها على حساب المصالح العربية وتعتبرها تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي. وطالب بمواصلة دعم الشعب الفلسطيني واستمرار دعم مقاومته المشروعة، وإقرار إستراتيجية الأمن القومي وسرعة تطبيقها حماية لمصالح الشعوب العربية.

وحول الوضع الفلسطيني أقر البرلمان:
1- إدانته الشديدة للمحرقة التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإدانته استمرار حرب الإبادة للأشقاء في فلسطين.
2- تمسكه بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة بما فيها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
3- يجدد البرلمان العربي دعوته للأشقاء في فلسطين إلى سرعة تحقيق المصالحة بين الأطراف الفلسطينية باعتبارها خطوة ضرورية وملحة لتوحيد الجهد الفلسطيني والعربي في مواجهة العدوان الصهيوني السافر على الشعب الفلسطيني.
4- يدعو الحكومات والشعوب العربية إلى كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
5- دعوة القيادات الفلسطينية إلى العمل بمسئولية عالية لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني واعتباره ضرورة ملحة لإنجاح القمة العربية وخاصة فيما يتعلق بدعم المقاومة الفلسطينية.
6- يؤكد أن المبادرات العربية تعتبر أساساً لحل الخلاف بين الأشقاء الفلسطينيين ويدعم كافة الكتل البرلمانية الفلسطينية إلى لقاء موسع وعاجل مع ممثلين من البرلمان العربي للبحث في سبل تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفلسطينية المختلفة.
7- يدعو الشعوب العربية والإسلامية إلى اتخاذ سياسة المقاطعة الكاملة لكافة منتجات الدول الداعمة للكيان الصهيوني والواقفة ضد المصالح العربية والمعطلة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وكذلك يدعو الدول العربية إلى إعادة تفعيل مكتب المقاطعة للكيان الصهيوني.
8- يدعو الرأي العام العالمي إلى إدانة جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني وفضح ممارسته العنصرية.

ولم يغفل البرلمان في جلسته أمس الوضع في لبنان حيث أكد على:
1- دعمه الكامل للمبادرة العربية ويشيد بجهود السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية في حل حالة القضية اللبنانية.
2- يدعو كافة الأطراف الإقليمية والدولية إلى الكف عن التدخل في الشأن اللبناني الداخلي والانحياز الممارس مع طرف لبناني ضد طرف أخر ويعتبر أن تلك السياسات تعمق الأزمة اللبنانية ويبعدها عن القرار اللبناني المستقل الذي يحافظ على مصالحة الوطنية.
3- يدعو الكتل البرلمانية اللبنانية إلى اجتماع مع ممثلين للبرلمان العربي وذلك لبذل المساعي الشعبية العربية التي تعمل على تقريب وجهات النظر المختلفة بين الأشقاء في لبنان.

وطالب البرلمان في ختام مشروع القرار الختامي بتشكيل لجنة مصغرة من لجنة الخارجية والسياسية والأمن القومي لدراسة تلك الخلافات وتحديد طبيعتها وتقديم المقترحات التي تعمل على تقريب وجهات النظر بين الأشقاء والعمل على حلها.
هذا ومن المقرر أن يغادر وفد اليمن المكون من الدكتور منصور الزنداني رئيس لجنة الشئون السياسية والخارجية بالبرلمان العربي والأخ علي عبد الله أبو حليقة عضو اللجنة التشريعية والقانونية والأخ أحمد سعيد الصويل عضو لجنة المرأة والشباب ، وعبد الله غانم عضو لجنة الشئون الاقتصادية والمالية ، والأخ أمين زهرة سكرتير الكتلة البرلمانية رئيس المراسم بمجلس النواب وبمشاركة المستشار علي الجوفي من السفارة.

 أعلى