سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة
 

سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية

آخر تحديث بتاريخ 3/5/2024 --- الساعة 23:6:54 م

بحث عام

menu

 

المفكرة الثقافية لـ - May 2024

المفكرة

<< >>
     1  2  3  4
 5  6  7  8  9  10  11
 12  13  14  15  16  17  18
 19  20  21  22  23  24  25
 26  27  28  29  30  31 

 

    * أخبار > سياسية

ارسل لصديق اطبع هذه الصفحة

لقاء مفتوح للمركز الثقافي ونادي الشباب مع وزير الخارجية


الجمعة 3 مارس 2006
تصوير ومتابعة/ نانسي سعيد
-  نظم المركز الثقافي اليمني ونادي اتحاد شباب اليمن بالقاهرة لقاء حواريا مفتوحا مع معالي وزير الخارجية والمغتربين الدكتور /أبوبكر القربي على هامش مشاركته في أعمال الدورة 125 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري والذي يأتي تمهيدا للقمة العربية المزمع انعقادها نهاية الشهر الجاري بالعاصمة السودانية الخرطوم ، وأدار اللقاء سعادة السفير الدكتور عبدالولي الشميري سفير اليمن بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية وحضره العشرات من شباب اليمن والأكاديميين وأبناء الجالية اليمنية وعدد من الصحفيين اليمنيين والمصريين .


محمد ضيف الله : نشاطنا يواكب روح العصر


وبدأ اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها الأخ / محمد ضيف الله الشماري مسئول النشاط بنادي اتحاد شباب اليمن تطرق فيها الى مجمل الأنشطة التي يقوم بها النادي منذ نشأته وقال : ان النادي منذ نشأته الثقافية والأدبية والعلمية والاجتماعية والرياضية يواكب روح العصر والجديد المتدفق وأحلام الشباب ورؤى المفكرين وتطلعات المبدعين ، واستطاع بعون من الله ورعاية كريمة من السفير الدكتور عبدالولي الشميري خلال أسابيع معدودة أن يخطو خطوات حثيثة تتمحور حول خمسة مسارات للنشاط وهي : المسار الرياضي متمثلا في تحديد يوم الجمعة من كل أسبوع موعدا لممارسة النشاط الرياضي بملاعب كلية الزراعة - جامعة القاهرة وقد ترتب على ذلك تكوين فرق رياضية حصلت على المركز الثالث في كرة القدم في مهرجان الوافدين من بين عشرين فريقا عربيا وافريقيا والمركز الأول في الشطرنج وتنس الطاولة ، وتشارك هذه الفرق في أولمبياد جامعة القاهرة القادم .. والمسار الثاني وهو مسار النشاط الثقافي وقد بدأ باقامة معرض للفنان التشكيلي عبدالله الكوماني وندوة عن البرمجيات وتحديد الأحد الأخير من كل شهر موعدا لندوة شهرية .. والمسار الثالث وهو المسار التعليمي ويتمثل في اقامة دورات اللغة الانجليزية بمقر النادي والمسار الرابع يتعلق بالنشاط الاجتماعي وتنظيم الرحلات أما المسار الخامس والأخير فهو مسار الاحتفال بالمناسبات الوطنية..
 

 

خالد عمر: الدبلوماسية الثقافية لاتقل تأثيرا عن السياسية المباشرة


ثم ألقى الأخ / خالد عمر مدير المركز الثقافي اليمني كلمة رحب في مستهلها بمعالي الوزير وسعادة السفير والحاضرين وأعتبر أن حضور معالي وزير الخارجية والمغتربين هذا اللقاء يمثل ذروة نشاط المركز والنادي منذ اعادة تنشيطهما باشراف السفير الشميري وعن نشاط المركز في شهوره الثلاثة الماضية قال : بدأ المركز فعالياته في الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي على قاعدة المشاركة الواسعة من جموع الباحثين والدارسين وأبناء اليمن جميعا مغلبين في فعالياتنا روح الحوار والتفاعل الخلاق الذي يعكس ماتنعم به اليمن من أجواء حرية الرأي والتعبير ، فعكست جميع أنشطتنا روح الوحدة الوطنية الحقيقية والحوار الموضوعي العقلاني الواعي لنخبة من أفضل شبابنا الأكاديميين . واعتبر مدير المركز الثقافي اليمني أن نشاط الصالون الثقافي للشباب الذي يعتبر أهم وأبرز أنشطة المركز والذي يعقد لقاءاته مساء كل خميس بانتظام شديد قد مثل مفاجأة للجميع اذ كشف عن جانب مهم من القدرات الكامنة للشباب اليمني وعن مستوى النضج والوعي الذي يتسم به هؤلاء الشباب في حواراتهم وحرصهم على طرح القضايا الوطنية والعربية بروح المسئولية والالتزام الأمين بصدق الكلمة وعلمية الرأي وقال : لقد تنوعت موضوعات الصالون فشملت كل الموضوعات الأدبية والسياسية والاعلامية والبيئية والصحية والتنموية .. فنظم الصالون عددا من الأمسيات الأدبية والفنية وناقش في المحاور السياسية علاقات اليمن الاقليمية والدولية وعرض موضوعات تتصل بمستقبل التعليم في اليمن ومجتمع المعرفة والتنوع البيئي في العمارة اليمنية والشباب والمستقبل وعلاقة الانسان بالغذاء والصحة وموضوعات التنمية العربية بين الواقع والطموح والتبعية الاعلامية واختبار طرق جديدة لقراءة التاريخ والتعبير الساخر المعبر عن القضايا الوطنية .. وفي موازاة ذلك بدأ المركز الثقافي برنامج ليالي الابداع فاستضاف شاعر فلسطين الكبير هارون هاشم رشيد وأقام أمسية حملت عنوان بلح الشام وعنب اليمن وشارك فيها الشاعران السوري عدنان برازي واليمني أحمد سليمان وأقام المركز أمسية أدبية وفنية لشباب جامعتي صنعاء والحديدة والذين أقام لهم المركز الاعلامي أمسية أخرى. وختم خالد عمر حديثه بالقول: كل هذه الفعاليات التي تتم برعاية كريمة من سعادة الأخ السفير تتم بقناعة كاملة بأهمية الدور الثقافي الذي يمكن أن يلعبه شباب اليمن بالقاهرة من خلال اثراء الحوار الداخلي فيما بينهم ومن خلال تقديم صورة حقيقية وواضحة عن مكونات الهوية الثقافية اليمنية وموروثها الحضاري ومن خلال الانفتاح على الاشقاء المصريين والعرب في جميع الأنشطة والبرامج وايمانا بأن الدبلوماسية الثقافية لاتقل أهمية ولا تأثيرا عن الدبلوماسية السياسية المباشرة .. ولأننا في حضرة رجل الدبلوماسية المخضرم الدكتور أبوبكر القربي فاني أتوقف هنا لنسمع من معالي الأخ الوزير الذي يحمل بلاشك رؤيته وتصوره لجميع أشكال العمل الدبلوماسي وفي مقدمتها دبلوماسية النشاط الثقافي والتأثير الثقافي .. أود أن أتقدم مرة أخرى بالشكر لمعالي الأخ الوزير على حضوره وتشريفه هذا اللقاء الحواري الثقافي الفكري الذي يرسخ في نفوسنا الايمان بالحوار والتقارب على أرضية القواسم المشتركة وطنيا وعربيا واسلاميا وانسانيا ، كما أتقدم بجزيل الشكر لسعادة الأخ السفير الدكتور عبدالولي الشميري على رعايته الدائمة لنشاط المركز والصالون الثقافي للشباب وأدعوه لادارة هذا اللقاء مع معالي الأخ الوزير.


د. الشميري: هذا اللقاء تجسيد للديمقراطية وقيم الحوار والتعاون


ثم بدأ سعادة السفير الدكتور عبدالولي الشميري ادار ة اللقاء مرحبا بمعالي وزير الخارجية والمغتربين معتبرا أن هذا اللقاء هو واحد من أجمل صور التعبير عن الممارسة اليمنية للديمقراطية واعلاء قيم الحوار والتعاون واحترام الرأي والرأي الآخر وقال :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة والأخوات السادة الحضور، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ما أسعدني في هذا المساء أن أقدم إليكم علمًا غنيًا عن التعريف، وهو صاحب الحقيبة الدبلوماسية، وحامل الرؤية السياسية للجمهورية اليمنية في عصرها الرائد المشرق بقيادة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح، وهو الدكتور الطبيب لكل جراحات السياسة، كما عهدناه طبيبًا لجراحات الجسد، وهو الأستاذ الدكتور أبو بكر القربي الذي عرفناه ربانًا ماهرًا في كل مجال يتجه إليه في التربية، وفي التعليم، وفي الطب، وفي السياسة، ليس على الله بمستغرب أن يجمع العلم في واحد.
معالي الأخ الوزير بين يديك رجال الدبلوماسية اليمنية والسلك الدبلوماسي لدى جمهورية مصر العربية، والوفد الدائم لجامعة الدول العربية بمختلف مستوياتهم ودرجاتهم، وهم الذين يمثلونك، ويمثلون الحقيبة السياسية اليمنية في مجتمع مصرنا الحبيب الذي تعلمنا منه كيف نشرق على الآخرين بثقافتنا ووعينا، ونقود أمتنا نحو التحرير من ثورة 52 إلى ثورة 62.
مصر الرائدة العظيمة التي تعلمنا منها من صبانا كيف نقود ركب التثقيف والتفكير، وها نحن اليوم في أحضانها برعايتكم، ونواصل السير على نفس الخطى، لتعميق أواصر المودة والحب والتراحم والترابط بين القطرين الشقيقين، الجمهورية اليمنية وجمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح، والرئيس محمد حسني مبارك، نرجو الله أن يكلل مساعيهما بالنجاح في كل قضايانا القومية والعربية والدولية.
لا أطيل عليكم، ولكن أرجو أن الإخوة الذين يحضرون هذا اللقاء وكان حضورهم متعمدًا لتفتيش أرجاء وأجزاء وثائق هذه الحقيبة الدبلوماسية، والمتمثلة في حصيلة صدر الدكتور أبو بكر القربي عن اليمن، وعن السياسة في أقطارنا العربية، ومنظومتنا القومية عن المواقف التي تشهدها ساحتنا العربية والدولية، إن تلك الأسئلة التي يثريني بها الإخوة الصحفيون قد كفاني الليلة همها الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية، والمغتربين ليتولى الإجابة والرد على كل أسئلتكم، ومن كان له سؤال يحب أن يطرحه، وليستمع جوابًا عليه فليتفضل، وأرجو الأخ خالد عمر تنظيم الطلبات أول بأول.

 

د. أبوبكر القربي : ايماننا بالديمقراطية يجعلنا نقبل التحول الى معارضة


ثم بدأ معالي وزير الخارجية والمغتربين حديثه فقال :

 

بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين...
سعادة الأخ الدكتور عبد الولي الشميري سفير جمهورية اليمن إلى جمهورية مصر الشقيقة وإلى الجامعة العربية، الإخوة أعضاء السلك الدبلوماسي اليمنيين، الإخوة الضيوف من أبناء مصر العزيزة من إعلاميين، أبنائي الشابات والشباب.
أنا سعيد جدًا بأن أكون معكم في هذه الليلة، وإن كنت أعتمد لكم أنني لازلت ربما مشتت الفكر بعد رحلة أمس إلى الرياض، ومنها إلى القاهرة، وبما أنه لقاء مفتوح فلا شك أنكم ستسهمون فيه بقدر ما سأسهم، حتى تتلاقح الأفكار، ونرى الرؤية المشتركة من الشباب ومن الشيوخ ومن الرجال ومن النساء حول مجمل القضايا التي نواجهها جميعًا عربًا ومسلمين، والحقيقة أنني عندما توصلت إلى هذه المنطقة تذكرت رحلة طويلة لأنني كنت نائب رئيس جامعة صنعاء آتي أكثر من مرة في السنة إلى القاهرة، وكانت الملحقية الثقافية التي ترعى شئون الطلاب الدارسين من اليمن في جمهورية مصر تقع في نهاية هذا الميدان، وكنا نرى هذا المبنى الذي كان في ذلك الوقت يبدو وكأنه من كوكب آخر، لأنه كان المركز لأبناء اليمن من الشطر الجنوبي آن ذاك، واليوم الحمد لله في عهد الوحدة اليمنية المباركة نجتمع هنا، ونشعر بالفخر والاعتزاز بما تحقق لنا كيمنيين في الثاني والعشرين من مايو 1990م عامل انتصار ليس فقط لليمنيين، وإنما عامل انتصار لكل عربي يؤمن بوحدة الأمة العربية، ويدرك أن هذه الوحدة التي حققتها اليمن ستكون إن شاء الله رغم الصعوبات والتحديات والمؤامرات النبتة التي تنطلق منها وحدة هذه الأمة، واليوم هي ليست قالقضية المستحيلة كما يتصور البعض لأننا نرى كيف تتوحد الأمم والشعوب من حولنا لأن طبيعة التطورات في العالم اليوم هو نحو التجمع، وليس نحو التفرقة، وإن كان للأسف الشديد هناك من يخطط بالذات لنا في هذه المنطقة على أن نزداد تمزقًا، لأن وراء ذلك أحزاب استراتيجية لا نريد الآن الخوض فيها، ولكنكم بكل تأكيد تدركون ما وراء الأقنعة التي تهدد هذه الأمة العربية.
ولأنكم أنتم الشباب وأنتم المستقبل كما ذكر زميلكم أود أن أحيي فيكم هذه الروح التي تجعلكم تقومون بهذه الأنشطة المختلفة التي تجتمعون حولها لتناقشوا قضايا شعبكم في اليمن وقضايا أمتكم العربية، وتجعلون من هذه اللقاءات كما آمل فرصة لتعزيز الثقة فيما بينكم، ولتزدادوا تمسكًا بوحدة بلدكم اليمن.
جئتكم الآن بعد أن تسلمت حقيبة المغتربين بالإضافة إلى الخارجية، وكان هذا مع إطار تشكيل أو تعديل حكومي دأب البعض على تفسيره كلٌّ بطريقته، وكل قرأه بحسب خلفيته، والحقيقة أن هذا التعديل الحكومي الذي حدث في اليمن أولا يجب ألا يكون مستغربًا لأننا نجد التعديلات الحكومية تجري في العديد من الدول عندما تنظر قيادة البلد إلى ضرورات تفرض عليها أن تعيد النظر في السياسات أو أن تبدأ مرحلة جديدة من البرامج التي ربما تحتاج إلى كوادر مختلفة وعقليات جديدة أو تغيير حتى في أسلوب العمل.
والتعديل الحكومي الذي حدث في اليمن جاء تلبية للبرنامج الطموح للإصلاح الذي أقره المؤتمر الشعبي العام في مؤتمره السابع الذي انعقد في مدينة عدن في نهاية ديسمبر الماضي، ولا شك أنكم تابعتم ما جرى في ذلك المؤتمر، ولكن أهم ما فيه هي تلك الوثيقة، البرنامج السياسي الذي أقره المؤتمر والذي ينظر إلى التحديات التي نواجهها في اليمن ليس فقط من مفهومنا نحن، أو من نظرتنا نحن كيمنيين، وإنما كيف ينظر العالم من حولنا إلى اليمن والنقد الذي يوجه لليمن سواء من المنظمات الدولية كالبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، أو من الدول المانحة التي تقدم العون لليمن، والتي رغم أن البعض منها ربما لم يقييم ما يجري في اليمن التقييم الصحيح، واستقى معلومات خاطئة عما يجري في اليمن، إلا أنه أيضًا كانت هناك في نفس هذه التقارير قضايا ملِّحة، وحقيقية كان علينا أن نواجهها وأن نضع المعالجات لها، ولهذا جاء البرنامج السياسي الذي أرجو أن تقرأوه بتمعن لأن الإشكالية التي نواجهها نحن في اليمن كما تعرفون وأنتم من أبناء اليمن، أن كل منا يقرأ صفحة من التقرير ثم نجتمع في مجالس القات لنجمع هذه الصفحات في حديث يظهر منه كل منا وكأنه قرأ التقرير بكامله، وفهمه بكامله، ولهذا تخرج الصورة مشوهة والحقيقة غائبة، ولهذا أنا أعتقد من كل ما قرأتموه حول هذا البرنامج السياسي في صحف الحكومة أو صحف المعارضة السلبي منه والإيجابي، يجب أن يحفزكم على قراءة البرنامج لكي تعرفوا الحقيقة وليس من سمع من شخص آخر كمن قرأ الوثيقة نفسها، وأنتم طلاب دراسات عليا بعضكم طلاب جامعيون المفروض أن لا تنطلقوا في الحكم مما تسمعونه، وإنما تحللونه وتقرأونه لأن هذا البرنامج في تصوري برنامج يؤسس الآن إصلاحات جذرية في اليمن، إصلاحات لا تنحصر في قطاع من القطاعات الحكومية أو في مؤسسة من المؤسسات الحكومية، وإنما يشمل كل مناحي الحياة في اليمن من التعليم إلى القضاء إلى الصحة إلى الاقتصاد إلى مكافحة الفساد إلى الأمن، وهذا المشروع الطموح والواسع للأسف الشديد، والذي لم يقرأ بالعمق الذي كنا نتمنى لأننا للأسف الشديد في العالم العربي نخلق حواجز بين الحكم والمعارضة قد نختلف في النظرة لحل قضية من القضايا، ولكن هذا الاختلاف يجب ألا يؤدي في المقام الأول إلى قطيعة أو إلى نكران إيجابي فيما تأتي بها الحكومة أو لرفض الصالح كما تأتي به المعارضة.
وهذه الإشكالية التي أعتقد أنها جزء من مشكلة ليست اليمن، وإنما الدول العربية جميعًا لأننا حتى الآن لم نؤسس العلاقات بين المعارضة وبين الحكم، نضع مصلحة الوطن في المقام الأول، وقبل مصلحة الحزب، وأنتم تنظرون اليوم في قضية يمكن ليس لها أهمية بالنسبة لهم في أوروبا اليوم، هذه الصور التي نشرت وتسيء إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، اليوم أوروبا رغم اختلافهم وسمعنا تصريحات متناقضة تدين وتشجب إلى آخره لكنهم اليوم لم يستطيعوا أن يخرجوا من الاتحاد الأوروبي بقرار يدين ما جرى لأنهم لا يريدون أن يظهروا وكأنهم وضعوا الدنمارك بعيدًا عنهم ووقفوا مع المسلمين والدول الإسلامية على عكسنا نحن تمامًا، نحن كل واحد كما يقولون يريد أن ينجي بجلده فقط، مهما كانت العواقب على الآخرين.
أعود إلى موضوع البرنامج السياسي، جاء التعديل الحكومي لكي تكون هناك حكومة والقائد السياسي لأي بلد من البلدان عندما يشكل حكومة، وعندما يختار رئيس وزراء، وعندما يختار وزير خارجية لا يمكن أن يكون متأكد أن هذا الوزير أو أن هذه الحكومة ستقوم بالمهمة، ولكنه يضع الاقتراضات ويختار من وجهة نظره أفضل الأشخاص ليقوموا بهذه المهام، ويكون الحكم بعد ذلك على الأداء وعلى النتائج التي تحققها الحكومة أو يحققها الوزير، ولهذا يجب وأنا أعرف أننا أحيانًا قد تطالعنا أسماء لا نعرفها ونحكم عليها بأنها ربما لا تكون مؤهلة للقيام بهذا العمل لكن يجب أن نعطي لهذه الحكومة الآن وهؤلاء الوزراء الفرصة لكي يثبتوا أنهم قادرون على تحمل المسئولية الكبيرة، والمهمة التي تنتظر، ليس فقط الحكومة وإنما تنتظر الشعب اليمني، والتي يريد الشعب اليمني أن تكون هذه المرحلة مرحلة حقيقية لتحقيق الإصلاحات.
وأريد ونحن نتكلم عن الإصلاحات وعن بلد كاليمن أن الإصلاحات ليست قضية وثيقة وليست قضية وزير ومقدرة وزير، وإنما هي في حقيقة الأمر منظومة متكاملة من العمل الذي يسهم فيه كل عضو في الحكومة ويسهم فيه أيضًا أجهزة الدولة المختلفة ويسهم فيه المواطن من خلال منظمات المجتمع المدني ومن خلال أيضًا الأحزاب السياسية، وهي جزء من منظمات المجتمع المدني.
وليست القضية أن الواحد يعتقد الآن أن واجبه يتفرج إيش بتعمل الحكومة، لا أنت جزء من هذه الحكومة أيًا كان موقعك وأيًا كان الحزب الذي تنتمي إليه أنت جزء من هذا البلد الذي عليك أن تتحمل مسئولية النقد البناء، الإسهام في طرح الرؤى والحوار المسئول الذي للأسف الشديد نفتقده في بعض الأحيان لكي نستطيع الحقيقة أن نجعل من عملية البناء والإصلاح مسئولية نتحملها جميعًا حكومة ومواطنين لكي ننجح فيها ثم أن الجانب الآخر في جانب الإصلاحات الذي دائمًا نغفله هو أن هذه الإصلاحات لها أيضًا تكلفة اقتصادية وتكلفة مالية عندما نتكلم عن إصلاح القضاء مثلا، ماذا يعني إصلاح القضاء معناه أن تعيد النظر في مرتبات القضاة حتى تحميهم من الإفساد أو الرشوة أن تعيد النظر في تأهيلهم أن تعيد النظر في النظام الإداري في المحاكم، وأن تؤهل العاملين في النظام الإداري أن تعيد النظر حتى في المباني التي يعمل فيها هؤلاء القضاة لكي تعطي للقضاء مكانته واحترامه لدى المواطن.
وأنا لا أريد أن أدخل في أرقام لكن التقدير للإصلاحات المختلفة في التعليم في الصحة إلى آخره على مدى العشر سنوات القادمة تحتاج إلى ما يعادل 40 مليار دولار، وهذه ليست أرقام صنعناها نحن كيمنيين وإنما أسهم فيها خبراء من البنك الدولي ومن الأمم المتحدة وبحالة التنمية الدولية مع اليمنيين مما يعني أننا نحتاج في كل عام إلى ما يعادل 4 مليار دولار وميزانية الحكومة اليوم في اليمن حوالي 5 مليار دولار، ولهذا عندما نتكلم عن الإصلاح والطموح يجب أن أيضًا يرتبط هذا الطموح بالواقع وبالحقائق وبالإمكانات التي تمكننا من إحداث هذه الإصلاحات، وإنما أؤكد لكم هنا أن القيادة السياسية الممثلة في فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح، تطالب الحكومة اليوم بأن تضع البرنامج السياسي للإصلاحات في مختلف المجالات التي أشرت إليها كأولوية تعمل الحكومة على تحقيقها وستبدأ من الآن لأنكم كما تعرفون أن هذه السنة في سبتمبر القادم هناك انتخابات رئاسية وانتخابات محلية، وبعدها ستكون هناك بحسب الدستور حكومة جديدة ولا يعني حكومة جديدة أنها ستتغير مئة في المئة لكن سيظل الآن وبعد الانتخابات هذا البرنامج السياسي لأنه أعد من المؤتمر الشعبي العام لست سنوات قادمة إلى أن يعقد المؤتمر الثامن للمؤتمر الشعبي العام.
إذن هناك التزام ببرنامج محدد الحكومات أيًا كانت فهي ملتزمة بتنفيذ هذا البرنامج ونحن نتحدث عن الانتخابات القادمة في سبتمبر القادم إن شاء الله، أريدكم أن لا تقلقوا من حمى الانتخابات فما حدث هنا في بلدكم الشقيق مصر، وعايشتم حمى الانتخابات في فلسطين وشاهدتم أيضًا انتقال السلطة في الكويت، فأنا أعتقد أننا في العالم العربي اليوم نحقق انجازات ربما البعض لا يكون مقتنع بها تمامًا، لكنها تمثل حقيقة أن هناك كما حدث في فلسطين انتخابات ديمقراطية شهد الكل حتى إسرائيل التي كنا نتوقع أنها ستقول لا هذه ليست إنتخابات ديمقراطية اعترفت أنها انتخابات ديمقراطية.
أما في مصر الانتخابات التي جرت رغم ما حدث فيها كما قلت من انفعالات إنما في النهاية أثبتت أن مصر أيضًا حققت انتخابات ديمقراطية.
نحن في اليمن حققنا انتخابات ديمقراطية البعض يقول أن فيها أخطاء طبعًا لازم تكون أخطاء، ونحن في بداية مسار الديمقراطية، ولأننا كما قلت سابقًا في حاجة إلى مزيد من التفاعل بين المعارضة والحكم، هم ليسوا أعداء الجميع يهدفون الجميع إلى تحقيق المصلحة للوطن وبناء الوطن، اختلاف ربما في البرنامج السياسي وفي الرؤية السياسية.
وفي الكويت كما أشرت رأينا أيضًا كيف تعاملت المعارضة والكتل البرلمانية التي تمثل تيارات مختلفة عندما جاءت إلى قضية اختيار أمير الكويت وضعوا مصلحة الكويت في الدرجة الأولى وحدث هذا الالتزام بالدستور الكويتي لكي تنتقل السلطة بطريقة أيضًا تشرف العالم العربي.
إذن نحن نسير في الطريق الصحيح، في هذا الاتجاه، ونحن نسير فيه نواجه إشكاليات، ونحن نمارس الديمقراطية نتعلم أيضًا من هذه الممارسة ونصحح طريقنا كما يحدث عندنا في اليمن، في كل انتخابات نعيد النظر في قانون الانتخابات، نعيد النظر في آليات الانتخابات، حتى نحقق المزيد من شعور المواطن أن هذه انتخابات نزيهة وأن اليمن وكل أبناء اليمن حريصون على أن يمارسوا حقهم دون ضغوط ودون أي تلاعب بالنتيجة الانتخابية.
ولأنكم بعيدون عن اليمن يجب أن تتأكدوا من ثلاث قضايا أيها الأبناء الأعزاء: الصورة من الخارج دائمًا تبدو أسوأ.
أنا عندما أخرج من اليمن ويقولون حدث حادث كذا وكذا وقع وعندما أعود إلى اليمن أجد هذا الشيء الذي ضخم في الإعلام هو في الحقيقة لا يستحق هذا التضخيم، ولكن وأنتم هنا سيقلقكم هذه الأمور، فاطمئنوا هناك دولة ستستطيع أن تتعامل مع هذه القضايا، لا يشككوكم بأن الدولة غير قادرة أن تتعامل مع الأحداث، كما في صعدة وأنتم تعرفون الآن قضية صعدة، وقد تجاوزناها، أن الإرهابيين الذي يفرون من سجون باجرام في أفغانستان وفي العراق ومحاولات الهروب من ورائها الخلل موجود لكن هناك أيضًا متابعة وهناك الآن من قبض عليهم ومن سيتابعوا إلى أن يتم القبض عليهم.
أيضًا يجب أن لا تقلقوا من المماحكات السياسية، من يوم ما قامت الوحدة في 22 مايو دخلنا في مماحكات مع الحزب الاشتراكي وخرجنا منها ودخلنا في مماحكات مع الإصلاح وخرجنا منها، والآن مع أحزاب المعارضة.
شيء طبيعي، كل حزب يريد أن يكسب، يريد أن يساوم، يريد أن يحقق ويضخم ويسيء أحيانًا، فيما يكتب يسيء إلى البلد ياريت بس للأشخاص، ولكن للبلد نفسها، ولكن أعتقد أيضًا أننا بدأنا نتعلم كيف نواجه هذه القضايا وكيف نحل هذه المماحكات وكيف نجاور بطريقة أفضل.
وأيضًا لا تشغلكم المعارضة من الخارج فهي مجرد ظاهرة صوتية لا تؤثر في الداخل، من لم يستطيع في الداخل لا يحتاج أن يبقى في الخارج، بل يدخل في الداخل لأنه يعرف أنه قادر أن يؤثر، لكنه من الخارج يلقي من يحتويه من يموله، وأنتم عندما تسمعوها لو جئتم إلى صنعاء وسألتم عنها 99 % من الناس، لا يعرفونها، فلا تقلقوا من هذه الأشياء.
المهم بالنسبة لكم أنتم ركزوا على التحصيل العلمي على الفرصة الذهبية التي أمامكم، والتي نقدرها للشقيقة مصر أن فتحت هذه الجامعات، كما فعلت في بداية الثورة المباركة ومن قبل الثورة لأبناء اليمن والذي قامت على أكتاف هؤلاء الخريجين من الجامعات المصرية ما يراه يتحقق من إنجاز اليوم في البعيد لا تضيعوا هذه الفرصة وزود نفسك بالعلم، العلم الحقيقي الذي ينفع لكي تعود وتنفع أسرتك وأخوتك وشعبك الذي يحتاج إليك، وستعاني ولكن في النهاية عندما تحقق لبلدك شيء سيظل الناس يذكروك، وتعتبر أنت بما حققت بجدارة، ولا تنشغلوا هنا بقضية السياسة في اليمن لأنكم ستعودوا إليها، والوقت أمامكم طويل، ماحدش يستعجل لأن لو أخرت الآن السياسة سنتين ثلاث أربع، ودرست وركزت على الدراسة ورجعت حامل دكتوراه إن شاء الله وبدأت تشتغل سياسة بعدين سيكون لها قيمة أكبر مما تضيع وقتك الآن في السياسة وتضيع السياسة والعلم، فركز على العلم لأن العلم هو الدواء الحقيقي للمشاكل التي تواجهها اليمن، والتي تواجهها الأمة العربية لأننا لا نفكر بطريقة علمية صحيحة، نفكر بعواطف وبردود أفعال، والآخرون يخططون لعشرات السنوات ليصلوا ما يصلوا إليه.
أنا عارف إن البعض يريد أن يعرف ماذا حدث في الرياض التي جئت منها، هذه أول مرة يجتمع فيه الإخوة أصحاب السمو والمعالي ووزراء الخارجية لمجلس التعاون للدول العربية مع نظيرهم اليمني، طبعًا اليمن كما تعرفوا تقدمت منذ ما يقرب من 9 سنوات لطلب الانضمام لمجلس التعاون الخليجي، وفي ذلك الوقت لم يلقى هذا الطلب أي اهتمام ولا أريد أن أدخل الأسباب، كانت هناك مشاكل حدودية، وكانت هناك ترسبات لما بعد أحداث الاحتلال العراقي للكويت، ولكن بعد عام 2000م يونيو عندما وقعت اتفاقية ترسيم الحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وبعد ترسيم الحدود مع عمان وقبلها تعززت الثقة بين اليمن ودول مجلس التعاون، وكان من أول نتائجها طبعًا أن اليمن انضمت إلى مجموعة من المجالس الوزارية العمل والتربية والتعليم والصحة وفي مجال الرياضة وظل الحديث يدور حول انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي وأصبح من الواضح أن دول الخليج مع التغيرات التي تحدث على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي تدرك أن اليمن التي تمثل ليس فقط جزء من نسيج منطقة الجزيرة العربية وإنما أيضًا جزء من استقرارها وأمن المنطقة، والذين يتابعون اللاجئين الذين يأتون من القرن الإفريقي من الصومال ومن أثيوبيا يدركون أن اليمن هي السياج الجنوبي للجزيرة العربية لأن هؤلاء يتدفقون على اليمن ليس بهدف الوصول إلى اليمن، وإنما لكي ينطلقوا من اليمن إما إلى دول الخليج أو إلى أوروبا وغيرها من الدول.
ومع الهاجس الأمني والإرهاب تصبح اليمن جزءًا لا يتجزأ من منظومة الأمن للجزيرة العربية والمنظومة العربية، وأصبحت قضية انضمام اليمن إلى مجلس التعاون مرتبطة بقضية كيف يمكن أن تتم الموائمة بين الأوضاع الاقتصادية في اليمن في المقام الأول لأنكم كما تعرفون اليوم بأن الاقتصاد هو المحرك الحقيقي للتكتلات الإقليمية أوروبا لم تتكتل لأنها كانت لديها مشكلة في تحقيق وحدة سياسية، وإنما بنيت على أسس اقتصادية بداية بصناعة الحديد وتطورت بعد ذلك إلى أن أصبحت الاتحاد الأوروبي الذي نراه اليوم.
وبهذا تقدمت اليمن علاقتها إلى مجلس التعاون الخليجي برؤية واضحة حول تأهيل الاقتصاد اليمني للاندماج في اقتصاديات مجلس التعاون، وشغلت هذه الرؤية أربعة جوانب كلها تهدف إلى تحقيق برنامج اقتصادي شامل لأن الاقتصاد كما تعلمون ليست قضية بناء مصانع أو مجرد استثمار، وإنما خلق مناخات متكاملة تشمل التعليم والتأهيل المهني والتقني، وتشمل الصحة، وتشمل الطرقات وشبكات الكهرباء، لأن المستثمر الذي يريد أن يبني مصنع يريد أن يضمن أن الأيدي العاملة موجودة، وأن الكهرباء موجودة، وأن الطرق موجودة، وأن هناك الوعي نفسه بأهمية الاستثمار لدى المواطن قضية مهمة وأساسية.
ولهذا تقدمنا في هذه المقترحات التي تشمل التأهيل للاقتصاد اليمني على مدى عشر سنوات وتنطلق من كيف يمكن لصناديق التنمية الخليجية والعربية أن تدعم هذا البرنامج، كيف يمكن أن نواجه المستثمرين من الدول الخليجية إلى اليمن للاستثمار فيها.
والآن كما تعرفون أن دول الخليج والحمد لله نتيجة ارتفاع النفط، أصبحت لديها الموارد الكبيرة التي تريد أن توظفها في الاستثمار، وبالتالي في المقام الأول أن تستثمر في المنطقة العربية التي تريد أن تحقق المزيد من الوحدة الاقتصادية فيما بين دولها.
والقضية الثالثة هي قضية التأسيس لهيئة أو لصندوق لتأهيل الاقتصاد اليمني والقضية الرابعة هي قضية العمالة اليمنية وتأهيل العمالة اليمنية سواء في إطار اليمن أو في إطار احتياجات المجلس، وكان تجاوب الإخوة وزراء الخارجية تجاوبًا أشعرني أن دول الخليج لديها نفس الحرص الذي لدينا لتحقيق المزيد من الشراكة الاقتصادية لأن اليوم التجارة البينية بيننا وبين دول الخليج تمثل 40% من التجارة وهم أكبر شركاء للتجارة البينية مع اليمن، وسننطلق إن شاء الله من اجتماع الأمس إلى الكثير الآن من مرحلة التخطيط والإعداد والتنفيذ للبرامج التي ستؤهل الاقتصاد اليمني.

ثم فتح السفير الشميري باب الحوار فكانت مداخلات الحاضرين واجابات معالي الوزير عليها ومنهم:

o الأخ الصحفي عبد العزيز عبد الرحمن بالشرق الأوسط والأمة.
o الأستاذ صبري الصاوي.
o الأستاذ وليد البلاس.
o الأستاذة هيام دربك الحقيقة الدولية والندوة السعودية.
o الأستاذ خالد السودي.
o الأخ عبد الودود المطري.
o الأخ محمد الحميدي.
o الأخ فيصل البحري.
o الدكتور إبراهيم الدعوي.
o الأخ عمار وهدان.
o الأخ علي عرجاش.
o الدكتور إبراهيم.
o الأخ مروان.



 
أعلى


 

 
 

سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

                            جميع الحقوق محفوظة لموقع سفارة اليمن بالقاهرة والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية 2010