سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية



القمة اليمنية المصرية.. الأهمية والتوقيت

سيد علي / 28 يونيو 2007
تأتي زيارة فخامة الرئيس صالح للقاهرة تلبية لدعوة أخيه فخامة الرئيس مبارك في هذا التوقيت تجسيداً لتوافق الموقفين اليمني والمصري تجاه مجمل الاحداث في المنطقة العربية، خاصة في ظل العلاقات الأخوية التي تربط بين الرئيسين، ويأتي أهمية توقيت القمة التي تتدارس أبعاد الأوضاع في المنطقة العربية تجاه ما يدور فيها من أحداث وصفها البعض "بالخطيرة" ربما لأنها تاتي في ظل منعطف أكثر خطورة تقوده بعض القوى لمصالح خاصة.
وتكتسب قمة صالح مبارك أهمية من حيث "التوقيت" لأنها تأتي بعد زيارة فخامة الرئيس صالح الناجحة المتميزة لفرنسا ولقاءه الرئيس نيكولاساركوزي رئيس جمهورية فرنسا ولقاءه عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في عاصمتها باريس على هامش القمة اليمنية الفرنسية والذي أطلع فخامة الرئيس على نتائج زيارته للبنان والمشاورات التي أجراها الوفد العربي مع الأطراف اللبنانية.
وتأتي أهمية الزيارة في ظل الدور الذي تقوم به مصر للم الشمل الفلسطيني والسرعة في تحريك عملية السلام وتغليب لغة الحوار بين حركتي حماس وفتح في ضوء التغيرات الأخيرة وفي ظل المجهودات التي تبذلها مصر قيادة وشعباً لخروج المنطقة من مأزقها المتفاقم لبر الامان حتى وإن طال السفر وازدادت الريح وكثر الضباب.
وفي ظل سعي قيادتها الدؤوب للتشاور مع "الحكماء" من الزعماء العرب والذين يمثلون ثقلاً ووزناً سياسياً في المنطقة العربية وتأتي اليمن والسعودية على رأس تلك الدول التي تساعد لوضع حلول في ظل الوضع المتوتر والخطير في المنطقة في إطار سقف ومظلة جامعة الدول العربية.
كما تأتي أهمية الزيارة بعد القمة الرباعية التي عقدت في شرم الشيخ الأسبوع الماضي بحضور الرئيس مبارك و أولمرت رئيس الوزراء الأسرائيلي والملك عبدالله والملك عبدالله بن الحسين.
وفي ظل هذه اللقاءات التشاورية يحتل النزاع على الاراضي الفلسطينية رأس اولويات المباحثات العربية في ضوء تأكيد الاخ فخامة الرئيس علي عبدالله صالح على موقف اليمن الداعم للحق الفلسطيني ونضال شعبه من أجل نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على تراب الوطن وعاصمتها القدس الشريف، وفي ظل تأكيدات فخامة الرئيس على احترام الشرعية الوطنية الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس والمؤسسات الشرعية للسلطة الفلسطينية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية بما في ذلك المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب وفي ضوء الإلتزام بوحدة القرار الفلسطيني من أجل الحفاظ على مكتسباته وحقوقه المعرضة للخطر وفي ضوء تأكيدات فخامة الرئيس على دعم اليمن للجهود التي يبذلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ توقيع اتفاق مكة المكرمة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وأيضا الجهود التي يقوم بها الرئيس المصري والتى تدعو إلى الحوار لحل الخلافات القائمة ودعوة كل الأطراف الفلسطينية للتجاوب مع تلك الجهود العربية التي تبذل في هذا المضمار في ظل الثقة والتقدير الذي يناله فخامة الرئيس من قبل القيادات الفلسطينية والتي تعتبره دائما في صف الخيارات التي يراها الشعب الفلسطيني دون أن يتخلي عن مسئوليته تجاههم وبذل كل ما بوسعه للحفاظ على وحدتهم انطلاقاً من وعي بالمخاطر والأضرار التي يمكن أن تنتج عن أي اختلال داخل صفوف دفتي الحكم.
ولذلك تأتي القمة اليمنية المصرية في توقيت هام وفترة مهمه تمر بها أمتنا العربية لتساعد في حل الوضع الدائر في الساحة الفلسطينية دون إغفال الوضع في لبنان والصومال والسودان والعراق ، فالوضع خطير ويحتاج الى أكثر من لقاء قمة، وقمه صالح مبارك تدرك جيداً حجم الأخطار المحدقة بالأمة، ولن تغفلها أو تتجاهلها.