سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية



عشرون عام من الوحدة اليمنية المباركة... إرادة شعب واحد في أسيوط

أسيوط / سيد علي / 1 يونيو 2010
أقام مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط المصرية بالتعاون مع الملحقية الثقافية بسفارة الجمهورية اليمنية ندوة فكرية تحت عنوان "عشرون عاماً من الوحدة المباركة... إرادة شعب واحد " تحت رعاية سفير اليمن بالقاهرة الأستاذ الدكتور عبد الولي الشميري و رئيس جامعة أسيوط الأستاذ الدكتور مصطفى كمال بمناسبة الاحتفال بالعيد العشرين لقيام الجمهورية اليمنية وسط حضور إعلامي مصري لافت لتغطية فعالية الندوة.
وقد افتتح الندوة الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم منصور مدير مركز دراسات المستقبل مستعرضاً و مشدداً على أهمية الوحدة في الجسد العربي الواحد داعياً أبناء الوطن بكافة انتماءاتهم إلى الذود عن حياض الوحدة الوطنية في كل شبر من ارض اليمن، كما أبدى تخوفه وقلقه الشديد على الوحدة في ظل التداعيات والظروف الإقليمية والدولية الصعبة مستعرضاً أهم التحديات التي تواجهها كخطر الإرهاب الدولي و تناقضات الصراع الإقليمي وقواه الجديدة و دورها في تأجيج التوترات التي تقودها جماعة الحوثيين في اليمن. مؤكداً على أن الوحدة اليمنية ما قامت إلا لتبقى وتستمر كنواة وحدوية تبرهن على إمكانية قيام وحدة عربية شاملة بين أكثر من قطر من أقطار الأمة العربية.
ودعا إلى ضرورة التنبه إلى الانسياق وراء موجة الطروحات التي روجت لها مشاريع الشرق الأوسط الكبير الأمريكية والإسرائيلية. مبيداً تفاؤله بانفراج الوضع مع اتجاه العمل الوطني اليمنى في اتجاه مواصلة جهود التنمية والتمسك بمبدأ التوزيع العادل لثمارها بين الشمال والجنوب وتفويت كل فرصة على كل انفصالي حاقد.
واختتم حديثه بالقول بأن اليمن مازالت بأبنائها الأوفياء قادرة على القضاء على المخططات التي تستهدف تماسكها ووحدتها مشيداً بالروح الوطنية التي جسدها طلاب اليمن في جامعة أسيوط، منتقداً المشاريع الصغيرة التي يقف وراءها خائنو الوطن والذين يتنقلون من حضن إلى حضن متاجرين بقضايا وثوابت اليمن الواحد.
إلى ذلك استعرض سيادة المستشار الثقافي تاريخ اليمن الموحد منذ حضاراته الممتدة منذ ما يقارب الثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد مستعرضاَ في الوقت ذاته الدلائل المشيرة إلى وجود رغبة ملحة بين الدول والحضارات اليمنية إلى توحيد اليمن وهو هاجس ظل مسيطراً على النظام السياسي الحاكم منذ بدايات التفتت إلى أن توج هذا بالنصر الوطني العظيم في الثاني والعشرين من مايو 1990 الذي أعلن فيه قيام الجمهورية اليمنية الموحدة. وتناول في عرضه التاريخي الروابط التي جمعت اليمن بمصر منذ العصور القديمة باعتبار أن مثلث اليمن ومصر والشام كان إستراتيجية لتكوين نظام سياسي متماسك وقادر على الاستمرار في ظل التوسع الأوربي والإمبراطوريات القائمة آنذاك. مشيراً إلى دور اليمنيين في زمن الفتوحات الإسلامية ودورهم في تأصيل ثقافة التعايش وقد تبدى ذلك في جانب اللغة التي ظلت كلمات منها لغاية اليوم تنطق في مصر باليمنية.
واستعرض سيادته أيضا الدعم الذي قدمته مصر لليمن في ثورة سبتمبر ومحاربة فلول الإمامة وترسيخ دائم النظام الجمهوري و الجهود التي واصلتها مصر وعكسها حرصها على توطيد علاقتها باليمن من خلال الدعم الذي قدمته وتقدمه في العملية التعليمية منذ عهد الثورة ودعمها لليمن في المحافل الدولية والإقليمية.
من جانبه تحدث الأستاذ الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ المعاصر والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة حلوان الظروف الإقليمية ومخاطر العولمة التي هبت رياحها على المنطقة العربية في نفس التوقيت الذي قامت فيه الوحدة اليمنية وهو ما زاد من حجم التحديات التي واجهتها خلال تلك الفترة وما بعدها.
واستعرض أيضاً الدور الجيوسياسي لليمن في ظل الظروف التي وسمت النظام العالمي الجديد مشيراً إلى صعوبة استفادة الأنظمة العربية من تجارب التوحد كالتجربة الرائدة لمنطقة اليورو، ورغم اهتمام الغرب وأوربا بشكل خاص بمنطقة الجزيرة العربية والشرق الأوسط إلا أن هذا الاهتمام لم يثر حفيظة الأمن لدى العرب عوضاً عن عدم الاستفادة من تجارب الماضي القديم والقريب.
هذا وقد التقى الأستاذ الدكتور قائد أحمد الشرجبي المستشار الثقافي رئيس جامعة أسيوط ونائبه للدراسات العليا لعرض المشاكل التي تعترض الطلاب اليمنيين الدارسين في جامعة أسيوط والتباحث حول الحلول المناسبة بما يكفل توجه الطلاب نحو البحث العلمي باعتباره الهدف الرئيس لإيفادهم، وقد عرض المستشار الثقافي نتيجة لقاءه برئيس الجامعة مع أبناءه الطلاب في لقاء جمعه بهم اتسم بالشفافية وسيادة حوار المنطق وحرية التعبير عن الرأي بعرضهم لأبرز مشكلاتهم، وكان قد استعرض أهم القضايا التي حلت مع رئاسة الجامعة ومع وزارة التعليم العالي، واعداً بحل المشاكل العالقة التي تندرج ضمن مهام واختصاصات الملحقية الثقافية، مبدياً تفاؤله بما تحقق على صعيد انجاز الأعمال ومشدداً على ضرورة الوفاء بمتطلبات ولوائح الابتعاث.