سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة

والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية



كلمة معالي وزير الخارجية في جلسة مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية

16 يوليو 2006
بسم الله الر حمن الرحيم
القاهرة - السبت 15/7/2006م
لا أعتقد أن من الضروري أن أبين خطورة هذا الظرف الذي تعيشه أمتنا العربية
• فلسطين ـ وما يجري على أرضها من اعتداء إسرائيلي والأخطر من خلاف فلسطيني ـ فلسطيني .
• لبنان ـ وما نراه من تدمير ورد فعل إسرائيلي يظهر الغطرسة الإسرائيلية ويستغل الخلافات اللبنانية – اللبنانية لتكون لبنان أرضاً لتصفية حسابات لا تستهدف المقاومة اللبنانية وإنما وحدة لبنان وأرضه .
• العراق ـ والتصاعد المستمر في العنف رغم جهود رئيس الوزراء نوري المالكي للبدء في مصالحة عراقية وطنية تشمل كل القوى العراقية بما فيها قوى المقاومة للاحتلال ولكنه يواجه من يعمل على إفشال هذه الجهود .
• الصومال ـ وخطورة الوضع الذي يهدد جهود الحكومة المؤقته نتيجة أعمال مجموعات متطرفة وتدخل خارجي في شؤونه .
• السودان ـ ومحاولات فرض التدخل الخارجي عليه رغم كل ما أبدته الحكومة السودانية من مرونة وما وقعته من اتفاقيات مع قوى المعارضة في كافة الأقاليم ومع ذلك هناك من يسعى لفرض إرسال قوات أممية إليها ربما تكون بداية خطة لتقسيم السودان . أمام كل هذه الأحداث بقي الموقف العربي مهمشاً ، والإسهام في الحل مرتبط بدولة أو أخرى في هذه القضية أو تلك وربما يسير الإسهام في اتجاهات مختلفة نتيجة عدم التنسيق أو بلورة موقف عربي نلتزم جميعاً به ونسهم في تنفيذه . إن الصمت أو التغاضي عن الأخطاء التي تولد الأزمات هو الذي أوصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم . كما أن الانتظار لما سيأتي به الآخرون من الحلول دون المبادرة والعمل الدؤوب لإيجاد الحلول ربما هو الذي يولد الإحباط ويقود إلى الأخطاء .

نحن نكرر دائماً أهمية منطقتنا للعالم بثروتها النفطية وموقعها الاستراتيجي إلخ ... ونؤكد أننا نريد نتعامل مع الآخرين بحكمة وتوازن وأن نسعى إلى حماية مصالحهم ومصالحنا وأكرر مصالحهم ومصالحنا ، ولكن يبدو اليوم أن مصالحنا لم تعد ثانوية كما وضعتها في السياق ولكنها أصبحت غائبة تماماً لدى صناع القرار في أمريكا وأوروبا وإلا لماذا هذا التباطؤ والتجاهل لتنفيذ خارطة الطريق وإتفاقية الحل النهائي وإطلاق الأسرى الفلسطينيين لا شك أن ذلك كله نتيجة الوهن الذي أصاب أمتنا والذي جعل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح يدعوا إلى عقد قمة عربية طارئة في صنعاء أو مقر الجامعة العربية أو أي مكان نتفق عليه . إنها دعوة لوضع القادة أمام مسؤوليتهم القومية والوطنية ، وحتى يدور حوار جاد وصادق وبشفافية ووضوح نتفق فيه على اسلوب التعامل مع القضية العربية - الإسرائيلية لأنها ليست فلسطينية - إسرائيلية فقط كما يصورها البعض وإلا فلماذا العدوان على لبنان والتهديد لسوريا ، وكيف نضمن موقفاً عربياً واحداً إزاءها لتنفيذ المبادرة العربية للسلام بصورة متكاملة بعيداً عن ردود الفعل أو افتعال الأزمات وكيف يمكن لنا أن نطور جهود الجامعة العربية لدعم الحكومة العراقية في حوارها من أجل المصالحة الوطنية حتى يخرج العراق من دوامة العنف والفتنة الطائفية وحماية وحدته وهويته وبمشاركة كل الأطراف التي يهمها الحفاظ على العراق ودوره نحو أمنه واستقرار إقليمة . وكذلك الحال فيما يتعلق بالصومال والسودان التي علينا أن ندعم جهود حكومتيهما بكل السبل والدعم المادي والحراك السياسي لإعادة الاعمار ونزع فتيل العنف والتطرف .

هذه الأمور تحتاج إلى قمة عربية تركز على القضايا وليس البرتوكول والإعلام وتنطلق من روح المسؤولية نحو مستقبل أمتنا العربية وأجيالنا القادمة والاستعداد لقيادة شعوبنا على طريق المستقبل والتضحية من أجل الحفاظ على كرامة أمتنا دون المساس بحقوق ومصالح الآخرين إضافة إلى خطوات حثيثة ونوايا صادقة لحل الخلافات العربية - العربية التي تمثل ولاشك عائقاً أمام تحقيق وحدة الموقف العربي ومواجهة التحديات التي تحيق بنا جميعاً لذلك فإننا في اليمن ندعو إلى :
1. أهمية سرعة انعقاد القمة العربية الطارئة وتكليف الأمين العام مع رئاسة القمة بالإعداد لها وفقاً لجدول الأعمال المقدم من اليمن .
2. إدانة العنف الإسرائيلي وإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ووقف أي تعامل مع الكيان الإسرائيلي ودعوة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإصدار قرار بوقف إطلاق النار بين الجانبين ورفع الحصار عن الأراضي اللبنانية وغزة .
3. المطالبة بتعويض لبنان عن الدمار الذي لحق ببناه التحتية والأضرار التي ألحقت بمواطنيه وممتلكاتهم .
4. وقوف الدول العربية مع الشعبين اللبناني والفلسطيني في حق الدفاع عن النفس وصد العدوان الإسرائيلي .
5. أهمية التحرك العربي والأممي لتحقيق الحل الشامل والعادل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات ذات الصلة لأن الإهمال والتباطئ الذي تعاملت به اللجنة الرباعية مع ملف الصراع العربي الإسرائيلي هو الذي قاد إلى هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه المنطقة .
6. إلتزام الدول العربية بالإسهام في فك الحصار على الشعبين الفلسطيني.